logo
العالم

على نهج ريغان.. هل يغتنم ترامب زيارة لندن لردع روسيا وإنعاش الناتو؟

ترامب والملك تشارلز خلال زيارة سابقة إلى لندنالمصدر: منصة إكس

مع عودة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى المملكة المتحدة في 17 سبتمبر/ أيلول الجاري، يرى تقرير أن ساكن البيت الأبيض مطالب باستغلال الزيارة الرسمية الثانية له إلى بريطانيا، لترسيخ إرثه في أوروبا، من خلال تعزيز حلف شمال الأطلسي وتوجيه رسالة حاسمة إلى الكرملين بشأن أوكرانيا.

 ووفق تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست"، فإن هذه الزيارة قد تُشكّل نقطة تحول استراتيجية، حيث يمكن لترامب أن يحاكي نهج الرئيس الأسبق رونالد ريغان، الذي نجح في مواجهة الاتحاد السوفيتي، وأدلى بتصريحات "تاريخية" من لندن تحديداً. 

ودعت المجلة ترامب إلى اغتنام ما أسمته "لحظة ريغان"، ليرسم الرئيس الأمريكي خطاً أحمر لروسيا، كما فعل الرئيس الأسبق عندما واجه الزعيم السوفيتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، وأجبره على "هدم جدار برلين".

واعتبرت "ناشيونال إنترست" أن ريغان يعدّ النموذج الوحيد للرئيس الأمريكي الذي نجح في فرض إرادته على قائد سوفيتي، لافتة إلى أن ترامب بإمكانه تكرار ذلك بتوجيه رسالة حازمة للزعيم الروسي فلاديمير بوتين، لوقف الحرب في أوكرانيا أو مواجهة العواقب.

من مغازلة بوتين إلى المواجهة

خلال ولايته، أبدى ترامب نهجاً يميل إلى التقارب مع بوتين، سواء من خلال تصريحاته أو لقاءات مثل قمة هلسنكي عام 2018، حيث بدا أنه يثق بتقييمات الكرملين على حساب تقارير الأمن القومي الأمريكي. 

لكن هذا النهج لم يُثمر عن تقدم ملموس في السلام، خاصة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، فقد أشار وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى أن بوتين، منذ لقاء أنكوريج التاريخي والمكالمات مع القادة الأوروبيين، لم يلتزم بوعوده، بل صعّد من هجماته على أوكرانيا.

 ووفق وصف "ناشيونال إنترست" فإن "هذا الخداع المستمر من بوتين، الذي نجح في التلاعب برؤساء أمريكيين وأوروبيين على حد سواء، يضع ترامب أمام خيار حاسم: هل يستمر في سياسة التهدئة، أم يعتمد نهجًا صلبًا يشبه نهج ريغان".

كما ترى المجلة أن "دعم أوكرانيا ليس مجرّد مسألة أخلاقية، بل استراتيجية تخدم المصالح الأمريكية"، مشيرة إلى أن "أوكرانيا الحرة والمستقلة ستكون حليفاً قوياً في الناتو، مع جيش متمرس وإمكانات اقتصادية هائلة في قطاعات الطاقة، الصناعات الرقمية، والزراعة".

 وعلى النقيض، ترى المجلة أن إعادة تأهيل روسيا كقوة نفطية ستتعارض مع استراتيجية ترامب لجعل أمريكا المورد الأول للطاقة عالمياً، فضلاً عن تمكين روسيا من التدخل في مناطق مثل القوقاز وآسيا الوسطى.

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين (اليمين)، دونالد ترامب (اليسار)

هل "خدع" بوتين ترامب في المكالمة الهاتفية؟

 ويقترح التقرير أن "يتخلى ترامب عن محاولاته للعب دور الوسيط المحايد بين روسيا وأوكرانيا، وأن يتبنى موقفاً واضحاً يدعم الديمقراطية الأوكرانية"، مشيراً إلى أن هذا الموقف "يتماشى مع التاريخ الأمريكي في دعم الدول الصغيرة ضد الإمبراطوريات، كما حدث خلال الثورة الأمريكية ضد بريطانيا". 

فرصة ذهبية

وبرأي "ناشيونال إنترست" توفّر زيارة ترامب إلى لندن فرصة ذهبية لإطلاق خطاب تاريخي يعيد تعريف سياسته الخارجية، رغم أنه لن يتحدث أمام البرلمان البريطاني، يمكن لخطاب في المملكة المتحدة أن يكون بمثابة "خطاب وستمنستر" جديد، مشابه لخطاب ريغان خلال ثمانينيات القرن الماضي.

 كما يمكن لترامب، وفق المجلة، أن يعلن عن تشكيل تجمع دعم لأوكرانيا، يضم دول الناتو وشركاء مثل اليابان، أستراليا، والهند، لتنسيق الجهود العسكرية والاقتصادية لدعم كييف. 

إرث ترامب على المحك

وتعتقد "ناشيونال إنترست" أن إرث ترامب، وحركته الهادفة إلى "استعادة عظمة أمريكا"، يعتمدان على قدرته على اتخاذ موقف حازم تجاه روسيا، مشيرة إلى أن تحذيرا صريحا لبوتين، مصحوباً بدعم قوي لأوكرانيا وحلف الناتو، لن يعزز الأمن في أوروبا فحسب، بل سيرسل رسالة إلى الصين بشأن تايوان، ويدعم استقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

كما ترى أنه إذا نجح ترامب في استغلال زيارته إلى لندن لإطلاق هذا التحول، فقد يُسجل اسمه كالرئيس الذي أعاد إحياء الناتو، وأنعش أوروبا في القرن الحادي والعشرين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC