logo
العالم

"نيويورك تايمز": قمم ترامب "مبهرة" وفوضى عارمة بالنتائج

"نيويورك تايمز": قمم ترامب "مبهرة" وفوضى عارمة بالنتائج
استقبال زيلينسكي في البيت الأبيضالمصدر: نيويورك تايمز
20 أغسطس 2025، 7:39 م

في أسبوع دبلوماسي مكثف، قلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العملية التقليدية رأساً على عقب، مقدماً قمماً مبهرة في ألاسكا وواشنطن قبل أن يبدأ العمل الشاق لصياغة اتفاق سلام في أوكرانيا، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

في 15 أغسطس/ آب الماضي، استقبل ترامب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ولاية ألاسكا، في لقاء رمزي حمل دلالات تاريخية، أتبعه باجتماع استثنائي في البيت الأبيض يوم 18 أغسطس مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وسبعة قادة أوروبيين من الناتو، المفوضية الأوروبية، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، وفنلندا. 

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين

هل حقاً يريد ترامب "إيذاء" روسيا بالرسوم الجمركية؟

وأظهرت هذه القمم وحدة أوروبية نادرة، لكنها تركت تفاصيل حاسمة دون حل. ترامب، المعروف بتجاوزه للأعراف، قدم عرضاً دبلوماسياً جريئاً دون اختراقات ملموسة.

"فوضى عارمة"

 في ألاسكا، بدا الرئيس الأمريكي أنه يمهّد الطريق لنظيره الروسي، متجاهلاً التهديدات السابقة بعقوبات صارمة، مما أثار قلق الأوروبيين وزيلينسكي من صفقة تُعقد على حساب أوكرانيا.

 أما في واشنطن، طالب القادة الأوروبيون بضمانات أمنية قوية لكييف، بما يشبه المادة الخامسة في الناتو، مع إصرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، فريدريش ميرز، على وقف إطلاق النار كشرط أساسي، بينما اقترحت رئيسة الوزراء في إيطاليا، جورجيا ميلوني، حماية عسكرية جماعية.

لكن الآن، وفق "نيويورك تايمز" يواجه الدبلوماسيون تحدي صياغة مقترحات مفصلة وسط فجوات واضحة، فروسيا، التي واصلت هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية، لم تُبد التزاماً واضحاً بوقف إطلاق النار، وبوتين لم يؤكد استعداده للقاء زيلينسكي وجهًا لوجه.

 ترامب، من جانبه، استبعد نشر قوات أمريكية، لكنه عرض دعماً جوياً لقوات أوروبية، وهو اقتراح قوبل برفض روسي، لتأتي المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، التي وصفت نهج الرئيس الأمريكي بـ"القطيعة الضرورية" مع الجمود.

 لكن تصريحات الناطقة باسم البيت الأبيض عن موافقة بوتين على لقاء زيلينسكي ناقضها، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي قلل من احتمالية اللقاء.

ويحذر خبراء من فوضى نهج ترامب، مثل ستيفن بايفر، السفير السابق لدى أوكرانيا في عهد الرئيس بيل كلينتون، والذي قال إنه "في أي إدارة أمريكية عادية، يكون هناك استعدادات متعددة. هذا أمر غير مألوف". 

وأضاف "الخطر الذي أراه هو أنه لا يُحضّر التفاصيل. انطباعي هو أن ترامب يُريد صفقة. يُريد أي صفقة ليُعلن: لقد حسمتُ حرباً أخرى. لكن التفاصيل مُهمة".

بينما وصف تشارلز أ. كوبتشان، مستشار الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي، العملية بـ"الفوضى العارمة"، ومع إشادته بمحاولة ترامب فتح قنوات دبلوماسية، إلا أنه قال إن الافتقار إلى التنسيق والاستراتيجية المتماسكة يعني أن العديد من التفاصيل الحاسمة لا تزال بحاجة إلى العمل عليها.

أخبار ذات علاقة

أينسلي إيرهارت وشون هانيتي

ترامب يُحوّل مقابلة سياسية إلى حديث عن علاقة عاطفية بين مذيعَين (فيديو)

 ترامب نفسه أقر بصعوبة المهمة في مقابلة مع فوكس نيوز، معرباً عن أمله في أن يكون بوتين "بخير" لتجنب تعقيدات إضافية.

وتخلُص "نيويورك تايمز" أنه مع استمرار الحرب وزيادة الضغط لتحقيق سلام دائم، تبقى التحديات كبيرة، فالضمانات الأمنية، تبادل الأراضي، وموقف روسيا تشكل عقبات رئيسة، وإذا لم تُحل هذه التفاصيل بعناية، قد تتحول الدبلوماسية إلى "حرب استنزاف جديدة"، تهدد استقرار أوكرانيا وأوروبا بأسرها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC