ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
في 18 أغسطس/آب، شهدت واشنطن حدثاً تاريخياً غير مسبوق، فقد اجتمع سبعة قادة أوروبيين مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في قمة البيت الأبيض.
ووفق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن هذا التجمع، الذي ضم الناتو، المفوضية الأوروبية، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، فنلندا، شكّل لحظة نادرة من الوحدة الأوروبية حول أزمة أوكرانيا، التي أثارت انقسامات حادة في السنوات الثلاث الماضية.
وتحدث القادة بصوت واحد، مؤكدين ضرورة ضمانات أمنية لكييف، ووحدة الجبهة عبر الأطلسي، وسلام عادل ودائم، وبحسب "الغارديان"، فإن هذه الوحدة لم تأتِ من فراغ، بل كانت رد فعل على أزمة أشعلها ترامب خلال قمته المثيرة للجدل مع فلاديمير بوتين في ألاسكا.
ودفع التراجع "المقلق" لترامب عن مواقف صلبة تجاه روسيا الأوروبيين للتحرك كجبهة موحدة، خوفًا من تهميشهم، كما تضيف الصحيفة البريطانية.
وأصر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، فريدريش ميرز، على وقف إطلاق النار، فيما اقترحت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، حماية عسكرية مشابهة للمادة الخامسة في الناتو.
وتقول الصحيفة البريطانية إن "هذا التوافق، رغم تنوع الدول المشاركة، يعكس توازناً مثيراً للإعجاب بين قوى شمالي وجنوبي أوروبا، كبيرة وصغيرة"، لكنها تلفت في المقابل إلى أن من المفارقات أن ترامب "بغروره وسياساته المثيرة للجدل"، أصبح القوة الخارجية التي جمعت أوروبا.
وتضيف "الغارديان" أن "تصرفات ترامب التي شملت ازدراء المثل الليبرالية دفعت القادة الأوروبيين للإسراع إلى طاولة المفاوضات، ما جعله، دون قصد، أعظم موحد لأوروبا منذ نهاية الحرب الباردة".
تزداد الضغوط نحو إطار سلام يتضمن تنازلات إقليمية في شرقي أوكرانيا، كما عرض ترامب على خريطة مخصصة، وبينما الأوروبيون يصرون على ضمانات أمنية أمريكية، لكن على الطريقة "الترامبية"، وفق تعبير "الغارديان"، ما سيتعين عليهم "دفع الثمن".
واستشهدت الصحيفة بتصريح الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب: "أزمة، ثم فوضى، ثم حل دون المستوى الأمثل"، محذّرة من أنه إذا أدت هذه المحادثات إلى "فوضى"، فقد تهدد العواقب استقرار أوروبا بأسرها.