logo
العالم

قادة أوروبا في واشنطن.. رسالة وحدة أم تجنب للتهميش؟

قادة أوروبا في واشنطن.. رسالة وحدة أم تجنب للتهميش؟
جانب من الاجتماع في البيت الأبيضالمصدر: أ ف ب
20 أغسطس 2025، 2:27 ص

يرى خبيران فرنسيان أن اجتماع قادة أوروبا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، يعكس إرادة أوروبية لإظهار الفاعلية في صياغة مستقبل أوكرانيا وأمن القارة، بعيدا عن مجرد التضامن الرمزي، وسط حرص على تجنب التسويات المنفردة والحد من تهميش أوروبا في أي تسوية مستقبلية.

واجتمع قادة أوروبا مع ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين، في البيت الأبيض في مشهد دبلوماسي نادر.

وتمحور اللقاء حول الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف في أي اتفاق سلام ينهي الحرب التي بدأت مطلع العام 2022. وقد أتى بعد أيام من قمة جمعت ترامب وبوتين في ولاية ألاسكا.

"طرف فاعل"

وقال الباحث الفرنسي برونو تيرتريه، نائب مدير "مؤسسة البحوث الاستراتيجية" (FRS)، لـ"إرم نيوز" إن ما جرى في البيت الأبيض "يتجاوز حدود التضامن الرمزي، إذ يعكس خشية أوروبية حقيقية من العودة إلى منطق الحرب الباردة، عندما كانت القرارات الكبرى تُصاغ بين موسكو وواشنطن دون إشراك الأوروبيين".

وأضاف: "اليوم، الأوروبيون يريدون أن يظهروا أنهم ليسوا مجرد ساحة للصراع، بل طرف فاعل في تحديد مستقبل أوكرانيا ومكانتها داخل المنظومة الأمنية الأوروبية".
بدوره، يرى الباحث توماس غومار، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أن الاجتماع الجماعي لقادة أوروبا في واشنطن "يمثل إدراكا متزايدا بأن نتائج الحرب الأوكرانية ستحدد معالم الأمن الأوروبي لعقود مقبلة".

وأكد غومار في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "الخوف من تسويات منفردة – سواء عبر واشنطن أو حتى عبر بعض العواصم الأوروبية – هو ما يدفع الاتحاد الأوروبي إلى هذه العروض العلنية من الوحدة، لبعث رسالة واضحة بأن أي حل يجب أن يتم بالتوافق مع أوروبا مجتمعة".

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض أمس الاثنين

خريطة أوكرانيا في اجتماع ترامب زيلينسكي تثير لغطا

وأشار الباحث السياسي الفرنسي إلى أن المشهد حمل رسائل رمزية قوية إلى الكرملين، إلا أن الخطوات العملية تبقى موضع اختبار، إذ دعا القادة الأوروبيون إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وتوسيع المساعدات لأوكرانيا، بل والتفكير في "ضمانات أمنية طويلة المدى" لكييف.

وتابع: "مع ذلك، يظل السؤال قائماً: هل تملك أوروبا الإرادة السياسية والقدرة الاقتصادية لمواكبة هذه التعهدات على المدى الطويل؟".

"التباينات لا تختفي"

ولفت غومار إلى أنه رغم هذه الصورة الموحدة، تبقى التباينات داخل الصف الأوروبي قائمة، موضحاً أن فرنسا ما زالت تطرح فكرة "الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية" في مواجهة الاعتماد على واشنطن، فيما تميل إيطاليا وبريطانيا إلى توثيق الارتباط بالأمريكيين، أما ألمانيا فتتأرجح بين الضغوط الداخلية لزيادة الإنفاق العسكري والتردد التاريخي في لعب أدوار عسكرية خارجية.

واعتبر الباحث السياسي الفرنسي أن الاجتماع في البيت الأبيض أظهر إرادة أوروبية–أمريكية مشتركة لمواصلة الضغط على روسيا ومنعها من فرض شروطها بالقوة، لكنه في الوقت ذاته كشف عن مخاوف أوروبية متزايدة من تهميش دورها في أي تسوية مستقبلية.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي

ترامب: من المستحيل أن تقبل روسيا بعضوية أوكرانيا في "الناتو"

وتابع: "الأوروبيون يحاولون اليوم أن يكتبوا تاريخهم بأيديهم، لا أن يتركوه يكتب في واشنطن أو موسكو".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC