الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
يشهد قطاع اليورانيوم في النيجر تحولاً في اللاعبين الدوليين مع التعزيز التدريجي للوجود الصيني، في وقت تُستبعد فيه مجموعة "أورانو" الفرنسية.
وتستمر حصص التعدين في غرب أفريقيا في النمو يوماً بعد يوم، إذ يُعدّ استئناف التعدين من قبل الصينيين في منجم "أزيليك" مثالاً من بين أمثلة أخرى كثيرة.
ويقع منجم "أزيليك" على بُعد 160 كيلومترًا جنوب غربي أرليت بالنيجر، ويُقدَّر احتياطيه من اليورانيوم بنحو 15.6 ألف طن.
وبعد توقف دام 10 سنوات نتيجةً للانخفاض المتواصل في أسعار اليورانيوم العالمية، الذي جعل الموقع غير مربح، ستستأنف شركة مناجم أزيليك "سومينا"، وهي مشروع مشترك تملك الصين أغلب أسهمه، لتعدين اليورانيوم في شمال النيجر.
وأُسِّست شركة "سومينا" عام 2007، وبدأت الإنتاج عام 2011 قبل أن تُعلق عملياتها عام 2014.
واليوم تغيرت ظروف السوق، إذ تأثرت أسعار اليورانيوم بالطلب العالمي والتوترات الجيوسياسية.
وأدت هذه الطروف إلى توقيع مذكرة تفاهم في يونيو/حزيران 2023 بين الحكومة النيجرية والشركة الوطنية الصينية لليورانيوم، وهي شركة مملوكة للدولة.
في غضون ذلك، حصلت شركة صينية أخرى على تصاريح لاستكشاف اليورانيوم في منطقة تشيروزيرين شمالي البلاد، وهو ما يدعم اهتمام بكين الأوسع بالموارد المعدنية في النيجر.
ولعقودٍ عديدة، كانت فرنسا من خلال مجموعة أورانو (أريفا سابقًا)، القوة الرئيسة في مجال تعدين اليورانيوم في النيجر، وبفضل سيطرتها على منجمي سومير وكوميناك (الذي أُغلق عام 2021)، ومشروع إيمورارن، جعل هذا الاحتكار فرنسا شريكًا اقتصاديًا أساسيًا، يتمتع بنفوذ سياسي قوي في المنطقة.
إلا أن العلاقات بين نيامي و"أورانو" تدهورت في ظل مطالب النيجر بالسيادة الاقتصادية، التي تفاقمت مع وصول الجنرال عبد الرحمن تياني إلى السلطة عام 2023، الذي تبنى نهجًا سياديًا حازمًا.
في 19 يونيو/حزيران الماضي أعلن النظام العسكري النيجري تأميم شركة سومير الفرع الرئيس لشركة "أورانو"، ما أدى إلى تفاقم التوتر مع الشركة الفرنسية، التي فقدت بالفعل السيطرة التشغيلية على مواقعها منذ الاستيلاء العسكري.
وتتهم الحكومة النيجرية شركة "أورانو" بالاستيلاء على حصة مُفرطة من إنتاج وإيرادات التعدين، وتُدين ممارساتٍ تُعد غير قانونية وغير عادلة.
لكن الشركة نفت هذه الاتهامات، وأعلنت عزمها اللجوء إلى التحكيم الدولي والإجراءات القانونية للدفاع عن حقوقها.
إضافةً إلى ذلك، عانت الشركة الفرنسية من مصادرة مواقعها، وتنصيب مسؤولين مُعيّنين من قِبَل الدولة النيجرية.
ويُشكّل صعود الصين، باستثماراتها الكبيرة وحضورها المُتجدّد، تحديًا للهيمنة الأوروبية على موارد النيجر الاستراتيجية.
ويُظهر توقيع اتفاقيات جديدة، والحصول على تصاريح التنقيب، والانتعاش الفعلي للإنتاج الصيني، أن بكين تعتزم ترسيخ مكانتها في سوق اليورانيوم سريع التطور، مدفوعًا بالطلب القوي على الطاقة النووية المدنية.