أصبح الحرق المصير المقرر لوسائل منع حمل مولتها الولايات المتحدة بقيمة نحو 10 ملايين دولار، بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجميد المساعدات الخارجية.
ونقلت "رويترز" عن مصدرين أن وسائل منع الحمل هذه ستنقل من بلجيكا إلى فرنسا للتخلص منها بالحرق، بعد أن رفضت واشنطن عروضًا من الأمم المتحدة ومنظمات معنية بتنظيم الأسرة لشراء أو شحن الإمدادات إلى دول فقيرة.
وظلت الإمدادات عالقة لشهور في مستودع بمدينة جيل في إقليم أنتويرب البلجيكي، بعد قرار تجميد المساعدات الخارجية الأمريكية الذي أعلنه ترامب في يناير/ كانون الثاني.
وقالت مصادر مطلعة إن الحكومة الأمريكية ستنفق 160 ألف دولار لحرق المخزونات في منشأة في فرنسا تتعامل مع النفايات الطبية، بعد قرار ترامب إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو.إس أيد).
وقدم نواب أمريكيون مشروعين قانونيين هذا الشهر لمنع تدمير الإمدادات، لكن وكالات تعمل في مجال المساعدات قالت إن من غير المرجح أن يتم إقرار أيهما في الوقت المناسب لوقف عملية الحرق.
وقالت وزارة الخارجية البلجيكية إن بروكسل أجرت محادثات مع السلطات الأمريكية "واستكشفت جميع الخيارات الممكنة لمنع الحرق، بما في ذلك النقل المؤقت".
وأضافت في بيان أمس الثلاثاء "لم يتسن تأمين أي بديل قابل للتطبيق. ومع ذلك، تواصل بلجيكا البحث عن حلول لتجنب هذه النتيجة المؤسفة".
وأظهرت وثيقة داخلية تسرد مخزونات المستودع أن صلاحية الإمدادات، التي تبلغ قيمتها 9.7 مليون دولار، ستنتهي بين أبريل نيسان 2027 وسبتمبر أيلول 2031.
وقالت سارة شو، من (إم.إس.آي ريبروداكتيف تشويسيز) للخيارات الإنجابية، إن المنظمة غير الهادفة للربح تطوعت بعرض لدفع ثمن إعادة تعبئة الإمدادات دون شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشحنها إلى الدول التي تحتاجها لكن الحكومة الأمريكية رفضت العرض.
وأشارت إلى أن الحكومة الأمريكية لم تقبل سوى ببيع الإمدادات بقيمتها السوقية الكاملة، وقالت إنها شعرت أن الرفض جاء بسبب موقف إدارة ترامب الأكثر تزمتًا بشأن الإجهاض وتنظيم الأسرة.
كما أشارت إلى أن عددًا من البلدان في إفريقيا بمنطقة جنوب الصحراء تعتمد على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الحصول على وسائل منع الحمل، وأن قطع المساعدات سيؤدي إلى زيادة حالات الإجهاض غير الآمن.
وقالت ثلاثة مصادر إن صندوق الأمم المتحدة للسكان عرض أيضًا شراء وسائل منع الحمل بشكل مباشر، دون الكشف عن البنود المالية للعرض.
وذكر مصدر مطلع أن المفاوضات انهارت، ويرجع ذلك لأسباب منها عدم تجاوب الحكومة الأمريكية.