مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
حذرت رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية «إم آي 6» بلايز متريويلي، من أن التهديد الروسي لم يعد محصورًا في ساحات القتال التقليدية، بل تمدد ليُصبح "جبهة في كل مكان"، من الفضاء السيبراني إلى الشارع البريطاني نفسه.
وفي أول ظهور علني لها منذ توليها رئاسة الجهاز البريطاني، وصفت متريويلي المرحلة الراهنة بأنها "عصر جديد من عدم اليقين"؛ إذ تُعاد كتابة قواعد الصراع الدولي في ظل ما تعتبره سلوكًا روسيًا عدوانيًا وتوسعيًا منذ غزو أوكرانيا.
وبحسب "الغارديان"، فإن هذا التحذير يضع موسكو في صدارة التهديدات التي تواجهها لندن، مشيرةً إلى عقلية "مراجِعة للنظام الدولي" قادت الرئيس فلاديمير بوتين إلى شن الحرب على جارته، ثم نقل أدوات المواجهة إلى عمق أوروبا، وتؤكد رئيسة «إم آي 6» أن موسكو ستواصل هذا المسار ما لم تُجبر على تغيير حساباتها.
وشددت متريويلي على أن دعم بريطانيا لأوكرانيا سيبقى قائمًا، وأن الضغوط المفروضة على روسيا ستستمر، رغم الغموض الذي يحيط بالموقف الأمريكي مؤخرًا، وما يفرضه ذلك من تعقيدات سياسية ودبلوماسية.
ويرى المحللون أن تحذيرات الاستخبارات تتقاطع مع تقييمات عسكرية متشائمة؛ إذ من المتوقع أن يؤكد رئيس أركان الدفاع البريطاني ريتشارد نايتون، في خطاب منفصل، أن الوضع الأمني الحالي هو الأخطر خلال مسيرته المهنية؛ ما يفرض على الدولة والمجتمع ضرورة رفع مستوى الجاهزية والتعامل مع الدفاع كأولوية وطنية شاملة.
وتأتي هذه الرسائل في لحظة سياسية حساسة، مع استعداد رئيس الوزراء كير ستارمر للمشاركة في قمة طارئة في برلين تضم قادة أوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة لإعادة التأثير الأوروبي في مسار البحث عن تسوية للحرب.
ويعتقد مراقبون أن هذه التحذيرات الأمنية تشير إلى استخدام روسيا تقنيات الذكاء الاصطناعي في حملات تضليل واسعة النطاق، تهدف إلى تقويض الدعم الشعبي لأوكرانيا أو بث شائعات حساسة داخل المجتمع البريطاني، إلى جانب تفكيك شبكات تجسس، من بينها إدانة ستة بلغاريين بتهم تتعلق بالمراقبة والتجسس لمصلحة موسكو.
وتؤكد متريويلي أن طبيعة التهديدات الجديدة تفرض على «إم آي 6» الجمع بين التفوق التكنولوجي والعمل الاستخباراتي التقليدي، معتبرة أن السيطرة على أدوات الحوسبة والبرمجة لا تقل أهمية عن غيرها.
وفي ختام رؤيتها، ربطت رئيسة الجهاز بين القوة التقنية والمسؤولية الأخلاقية، محذّرة من أن الصراع في القرن ال21 لن يُحسم فقط بمن يملك التكنولوجيا الأقوى، بل بمن يملك القدرة على استخدامها بحكمة في عالم تتسع فيه الجبهات بلا حدود.
