وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ سلسلة إجراءات ضد الإجهاض، وبعث رسالة دعم لعشرات آلاف المتظاهرين المعارضين له الذين ساروا في واشنطن خلال النهار، بعد خمسة أيام على تنصيبه.
ووعد ترامب المتظاهرين بأنه "خلال فترة ولايتي الثانية، سنقاتل مجددا بفخر من أجل العائلات والحياة. سنحمي المكاسب التاريخية التي حققناها".
وفي خطوة أثارت جدلا سياسيا وقانونيا، أعلن ترامب، الخميس، العفو عن 23 شخصًا مناهضين للإجهاض، الذين كانوا قد أدينوا بعرقلة الوصول إلى إحدى عيادات الصحة الإنجابية في العاصمة واشنطن.
ويأتي هذا الإعلان كجزء من وعود ترامب الانتخابية لدعم مؤيديه السياسيين، ويعكس رؤيته التي تدعم بشكل صريح القيم المناهضة للإجهاض.
ومن بين الأشخاص الذين شملهم العفو نشطاء أدينوا في قضايا متعددة تتعلق بانتهاك قانون "حرية الوصول إلى مداخل العيادات" (FACE Act)، وهو قانون صدر عام 1994 يجرّم استخدام العنف أو التهديدات لتعطيل الخدمات الصحية الإنجابية.
في الوقت نفسه، أمر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بإنهاء جميع الإعانات العامة الأمريكية لصالح الإجهاض في الخارج، وقرر الانضمام إلى إعلان دولي يعارض حقوق الإجهاض.
ويأتي ذلك في خضم المعترك السياسي الذي دخلت الولايات المتحدة فصلاً جديدا منه بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ليدشن ولايته الثانية بجملة من القرارات والتعيينات وصفت بأنها الأكثر جدلاً في تاريخ أمريكا.
وتأتي قرارات الإدارة الجمهورية الجديدة في يوم النسخة 52 من "المسيرة من أجل الحياة"، وهو عرض سنوي للحركة المناهضة للإجهاض في الولايات المتحدة التي دعمها ترامب برسالة عبر الفيديو.
وقال ديفيد ماكوفي الذي جاء من كاليفورنيا خصيصا لهذه المناسبة وكان في صفوف الحشد: "نحمد الله على الرئيس ترامب".
وانضم إلى التظاهرة ما لا يقل عن مئة عضو من مجموعة "باتريوت فرونت" الأمريكية، وهم من المتعصبين للبيض ومن النازيين الجدد، رغم أنهم لم يحظوا بدعم المنظمين. وقد ساروا في طوابير على هامش التظاهرة الرئيسة ملوحين بالأعلام الأمريكية وبصور ولافتات دينية، ومشددين على أن "العائلات القوية تصنع أمما قوية".
لكن حضورهم لم يرق لبعض المتظاهرين. وقال غريغ ستيرنس، وهو مدرّس فلسفة يبلغ 36 عاما من كارولاينا الشمالية: "تأييد الحياة ليس تأييدا للبيض. لا أطيق رؤيتهم هنا. إن هذا يبعث رسالة خاطئة".
وفي الموكب الذي سار من البيت الأبيض إلى المحكمة العليا ومبنى الكابيتول، مقر الكونغرس الأمريكي، رُفعت لافتات كُتِبت عليها عبارات "فلنُحِبّ المخلوقات الصغيرة" و"الحياة ثورتنا".
كما ألقى كل من جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، ومايك جونسون رئيس مجلس النواب الجمهوري، كلمتين أمام النشطاء.
ويوضح منظمو هذه المسيرة أن هدفهم ليس فقط تغيير القوانين، سواء الفدرالية أو قوانين الولايات، "ولكن أيضا تغيير الثقافة ليصبح الإجهاض في نهاية المطاف أمرا غير وارد".