مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ

logo
العالم

بعد رفضها المرحلة الانتقالية.. هل تتدخل "إيكواس" عسكريا ضد انقلابيي غينيا بيساو؟

قادة غرب أفريقياالمصدر: رويترز

بعد الموقف الحازم الصادر عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" ضد انقلابيي غينيا بيساو، تترقب الأوساط السياسية في المنطقة، إمكانية تبني الخيار العسكري لاستعادة النظام الديمقراطي على خطى تجربة بنين.

وقام ضباط الجيش في غينيا بيساو، الذين أطلقوا على أنفسهم اسم القيادة العسكرية العليا، بإسقاط الرئيس عمرو سيسوكو إمبالو في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، ونصبوا اللواء هورتا إنتا رئيساً مؤقتاً في اليوم التالي.

وعُدّ انقلاب غينيا بيساو التاسع في غرب ووسط أفريقيا في غضون 5 سنوات، مما زاد المخاوف بشأن التراجع الديمقراطي في منطقة تعاني من انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي.

أخبار ذات علاقة

رئيس غينيا بيساو باللباس العسكري ورئيس وزراء المرحلة الانتقالية

مرحلة انتقالية غامضة.. غينيا بيساو تواجه سيناريو "الانقلاب المضاد"

وهزّت الاضطرابات المزدوجة للحكم المدني الشهر الماضي في غينيا بيساو وقبل أسبوع في بنين التكتل الإقليمي لغرب أفريقيا، الذي أدان كلا الأمرين في قمة له.

ودعا قادة "إيكواس" في القمة السنوية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في العاصمة النيجيرية أبوجا مساء الأحد إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين، بمن فيهم شخصيات المعارضة، وأصروا على انتقال قصير وشامل في غينيا بيساو.

وقال عمر توراي، رئيس مفوضية إيكواس في تصريح له على هامش القمة "ما قرر قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) القيام به هو ضمان عدم التسامح مطلقاً مع التغيير غير الدستوري للحكومة"، وتوعّد بفرض عقوبات محددة الأهداف ضد الأفراد أو الجماعات التي تعرقل عملية الانتقال، وحث الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين على دعم جهوده.

وتكشف مصادر دبلوماسية مطلعة عن ترك خيار التفاوض مع القادة العسكريين بمدد محددة قبل اللجوء إلى التصعيد، إذ كلف التكتل رئيسه بقيادة وفد رفيع المستوى إلى غينيا بيساو لإجراء محادثات مع المجلس العسكري.

وتتمسك "إيكواس" بنزاهة الانتخابات التي أجريت في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني بشهادة مراقبيها من الاتحاد الأفريقي. لكن بالنسبة للجنة الوطنية للانتخابات في غينيا بيساو وحسب تأكيدات المدعي العام الجديد أمادو تيجان بالدي المقرب من الرئيس المخلوع عمرو سيسوكو إمبالو فأنه "لا توجد شروط فنية أو مادية لاستئناف العملية الانتخابية المتوقفة".

أخبار ذات علاقة

الزعيم الانتقالي لغينيا بيساو الجنرال هورتا نتام

المعارضة تشكّك و"إيكواس" تضغط.. الانقلاب يُغرق غينيا بيساو في المجهول

وأكد المدعي العام مجدداً أن جزءاً كبيراً من المواد الانتخابية "صادره" مسلحون في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، مما حال دون إعلان نتائج الرئاسيات.

وقدم وزير الخارجية جواو برناردو بيريرا توضيحات أخرى قائلا: "يجب أن يتيح لنا هذا العام الانتقالي إجراء الإصلاحات اللازمة: إصلاحات الدستور، وقانون الانتخابات، والقانون الإطاري للأحزاب السياسية، والإدارة، نحن بحاجة إليها لضمان الاستقرار".  

وفي بيساو، تقدم المعارضة رواية مختلفة تماماً للأحداث، فقد دعا زعيم المعارضة، فرناندو دياس دا كوستا، إلى نشر قوة تابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في بلاده. وهو يعتقد أنه فائز بها، ويطالب باستئناف العملية الانتخابية ونشر النتائج.

ومعلوم أن قوة حفظ السلام التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا منتشرة في غينيا بيساو، منذ العام 2022، لكن لم تتمكن من التدخل سريعا كما فعلت في بنين، حيث شهدت قيام نيجيريا بنشر طائرات مقاتلة وقوات، إلى جانب جنود من ساحل العاج، لدعم الحكومة المدنية، ما أحبط الإنقلاب سريعا.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الانتقالي لغينيا-بيساو الجنرال هورتا نتا نا مان.

عراب "الانقلاب السريع".. من هو الرئيس الانتقالي لغينيا بيساو؟

ويكمن التحدي لدى "إيكواس"، في ضرورة مواصلة الضغط الدبلوماسي على قادة الانقلاب لإعادة النظام الدستوري وفق ما صرح الباحث في العلاقات الدولية بجامعة أكرا اتونغو نيابياج، مؤكدا "عدم كفاية القوة العسكرية وحدها، لكن يبقى المطلوب استراتيجية دبلوماسية مستدامة".

وقال لـ"إرم نيوز" إن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بحاجة إلى إعادة اكتشاف دورها كوسيط للسلام في غرب أفريقيا، مع العمل على تعزيز قدراتها العملياتية لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار.  

وأكد الباحث أن الانقلابات لم تكن يوما أحداثاً معزولة، بل هي عادة ما تكون أعراضاً لتحديات سياسية أعمق، مثلما حدث في غينيا بيساو، إذ ظلّت الظروف التي سبقت الانقلاب، والتي اتسمت بمساعي إمبالو لتقويض العملية الانتخابية، دون رادع يُذكر، الأمر الذي خلق ظروفا جعلت التغيير العسكري غير الدستوري أكثر احتمالا.

بدورها شخصيات سياسية تعيش في المنفى في داكار اجتمعت إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني السنغالي. ودعوا بصوت واحد "إيكواس" إلى اتخاذ موقف حازم في قمتها الاستثنائية، وأكدوا أنه لا يزال هناك متسع من الوقت أمام المنظمة الإقليمية للاعتراف رسمياً بنتائج الانتخابات الرئاسية في بيساو.

وقالت دارا فونسيكا فرنانديز، عضوة الفريق الانتخابي لزعيم المعارضة فرناندو دياس دا كوستا، المنافس الرئيسي للرئيس السابق عمرو سيسوكو إمبالو "لا حاجة للجوء إلى القوة، ولا حاجة لأي تدخل عسكري. كل ما هو مطلوب هو قرار واضح من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وتنفيذه، وهو أن الرئيس المنتخب هو فرناندو دياس دا كوستا، وأن يؤدي اليمين الدستورية... وأن ترافقه قوات إيكواس إلى القصر الرئاسي، وأن تضمن عودة الجنرال هورتا نتام رئيس المجلس العسكري إلى ثكناته."

من جانبه، يطالب المجتمع المدني السنغالي المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بنفس الحزم الذي أظهره في الأيام الأخيرة في بنين.

أما يوم الجمعة الماضي فقد خرج مئات المتظاهرين إلى شوارع بيساو، للتنديد بالانقلاب العسكري الذي وقع الشهر الماضي والمطالبة بالإفراج الفوري عن شخصيات المعارضة المحتجزة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC