قال موقع "ذا هيل" الأمريكي، إن الصين على وشك التفوق على الرئيس دونالد ترامب، مشيرا إلى أن محاولات الأخير في إخضاع الصين عبر فرض الرسوم الجمركية "فشلت".
ويرى الموقع أن "قرارات ترامب عوضا عن أن تُرهَب الصين، انتعشت بشعور جديد من الوطنية"، مضيفا "لمن يمتلك أدنى فهم للتاريخ الصيني، كانت هذه النتيجة متوقعة تماماً".
وأشار الموقع إلى أن "حرب الأفيون التي بدأت عام 1839 وأطلق عليها الصينيون اسم "قرن الإذلال" شكلت جرحاً تاريخياً عميقاً، حيث تعرضت الصين لغزوات أجنبية واستغلال طويل الأمد، وبالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينغ، كان من المستحيل الرضوخ لترهيب ترامب بسبب هذا التاريخ".
وأوضح التقرير أن "قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية كانت بمثابة هدية عظيمة لشي".
وتابع : "في الوقت الذي تستطيع فيه الصين النجاة من حرب تجارية طويلة بسبب قدرتها على استخدام احتياطاتها المالية، تواجه الولايات المتحدة مشاكل في سلسلة التوريد ولا يمكنها تعويض نقص المنتجات عبر المال".
ووفقاً للموقع، فإن "الصين تتجه نحو تقليل اعتمادها على الصادرات وعلى التكنولوجيا الغربية. ووفرت حرب ترامب التجارية لشي جين بينغ فرصة لتعزيز هذه الأهداف، حيث يُعتبر أي ضرر ناتج عنها نتيجة لجشع الأجانب في محاولة لإذلال الصين".
ولا تشعر الصين بضغط لإنهاء النزاع، ما يثير قلق ترامب، بحسب الموقع، الذي يشير إلى أن ترامب "اعتاد في أوقات الضغط على إصدار وعود غير واقعية حول التوصل إلى صفقة مع الصين، بينما لا تجري أي مفاوضات فعلية".
وذهب التقرير إلى "أن ترامب الآن يفاوض نفسه فقط، حيث تراجع سريعاً عن قرار فرض الرسوم الجمركية على الإلكترونيات الصينية في غضون 48 ساعة، وفي الوقت الذي يصر فيه ترامب على أن المفاوضات مع الصين مستمرة يوميًا، إلا أن الحقيقة تشير إلى غياب أي تحركات فعلية".
ولا يستبعد التقرير أن يتسبب الحظر التجاري في تدهور سريع للأوضاع في الولايات المتحدة، حيث قد تؤدي الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى نفاد المخزون من الأسواق في وقت قياسي.
وخلص التقرير إلى أن "ترامب وقع في مأزق عميق، لن تسرع الصين في مساعدته للخروج منه. وقبل أن تعود الصين إلى التجارة الطبيعية، ستطالب بثمن كبير، قد يتراوح بين اعتذار علني أو تنازلات حول قضايا إقليمية".