بدأت اللجنة العليا للانتخابات في الكاميرون دراسة ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وسط تساؤلات حول احتمال قبول ترشح الرئيس بول بيا الأكبر سناً في العالم لولاية ثامنة، وسط مخاوف من الفراغ الدستوري.
وكانت اللجنة قد أعلنت في وقت سابق عن تسجيل نحو 8 ملايين ناخب، في بلد يناهز عدد سكانه 30 مليون نسمة، وسط انتقادات تطال العملية الانتخابية، وتحذيرات من احتمال حدوث عزوف شعبي واسع.
بول بيا، البالغ من العمر 92 عاماً، يُعدّ الرئيس الأكبر سناً في العالم حالياً، وترشحه لولاية ثامنة لم يكن مفاجئاً بالنسبة للمراقبين.
وقال المحلل السياسي الكاميروني ماتياس مبيبي، لـ"إرم نيوز"، إن "فرص ترشح بيا قوية، إذ لا ينص الدستور على حدّ أقصى للسنّ يمنع الترشح، ما يعني غياب أي موانع قانونية تحول دون خوضه السباق، رغم الجدل الذي تثيره المعارضة بشأن وضعه الصحي".
وأشار مبيبي إلى أن من بين أبرز المرشحين أيضا، زعيم المعارضة موريس كامتو، الذي يحظى بشعبية لا يُستهان بها، لكنه استبعد أن يتمكن من الفوز في ظل "الالتفاف الشعبي حول الرئيس بيا، والسعي نحو ترسيخ الاستقرار في قارة لا تزال تشهد اضطرابات".
وأضاف أن "ترشح كامتو بحدّ ذاته دليل على وجود مناخ ديمقراطي في الكاميرون، ويجب احترام إرادة الناخبين"، متوقعا أن تُجرى الانتخابات في أجواء إيجابية.
السباق الانتخابي خلق انقسامات واضحة داخل الحكومة الكاميرونية، خصوصاً في ما يتعلق بترشح الرئيس بيا.
ومن بين المفاجآت، تقدم وزير التشغيل السابق، عيسى تشوريما، المقرب سابقا من الرئيس، بملف ترشحه رسميا.
وفي السياق، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية محمد تورشين، لـ"إرم نيوز"، إن "الانتخابات المرتقبة في الكاميرون تبدو محسومة سلفاً لصالح الرئيس بول بيا، في ظل هيمنة الحزب الواحد منذ عقود".
وأضاف تورشين أن "مؤسسات الدولة بأكملها تدفع باتجاه بقاء بيا في الحكم، رغم حقيقة تقدّمه في السن، وهو وضع شبيه بما حدث مع الرئيس علي بونغو في الغابون، الذي أطاح به انقلاب".
وأشار إلى أن المعارضة ترفض هذا الواقع، لكنها تفتقر للأدوات السياسية القادرة على تغيير مسار الانتخابات، في ظل تركيبة سياسية وقبلية معقّدة تُشبه ما هو سائد في العديد من بلدان القارة الأفريقية.