رأى تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال", أن التطورات النووية الإيرانية تُصعّب التوصل إلى اتفاق هذه المرة؛ لأن طهران منذ الاتفاق النووي لعام 2015 اقتربت من القدرة على صنع سلاح نووي، واكتسبت خبرة في تخصيب اليورانيوم يصعُب التراجع عنها.
وبحسب الصحيفة، بينما تستعد الولايات المتحدة للتفاوض على قيود جديدة على طموحات إيران النووية، تواجه تحديًا قد يجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة هذه المرة؛ إذ سيكون من الصعب عكس الكثير من التقدم الذي أحرزته إيران في عملها النووي منذ الاتفاق النووي الأخير.
بناء الأسلحة النووية
وأضافت الصحيفة أن التغيير الأبرز في البرنامج النووي الإيراني منذ العام 2015 يتمثل في مدى اقتراب إيران من القدرة على بناء نوع من الأسلحة النووية الأساسية؛ وبينما تُصرّ طهران على أن عملها النووي لأغراض سلمية بحتة، يقول مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إن طهران قد سدّت الثغرات في معرفتها ببناء الأسلحة، مع أنهم لا يعتقدون أنه قد اتُخذ قرارٌ بصنع قنبلة.
وفي العام الماضي، أفادت الاستخبارات الأمريكية بأن إيران تُجري تجارب على النمذجة الحاسوبية وعلم المعادن من شأنها مساعدتها في صنع أسلحة نووية.
ويقول مسؤولون وخبراء أمريكيون إن إيران ستستغرق بضعة أشهر لبناء سلاح نووي أساسي، وهو سلاح سيكون ضخمًا جدًا بحيث لا يمكن إطلاقه بالصواريخ الباليستية، ولكنه قد يمتلك قوة تفجيرية مماثلة للقنابل الأمريكية الأصلية التي أُلقيت على اليابان.
وهذا يعني أن أي اتفاق جديد سيتطلب صلاحيات أكبر بكثير للمفتشين لزيارة المواقع التي يُشتبه في إجراء أعمال متعلقة بالأسلحة فيها؛ وقد يشمل ذلك الوصول إلى المواقع العسكرية التي يُعتقد أنها أُجريت فيها أبحاث في السنوات الأخيرة.؛ وهو ما عارضت إيران بشدة السماح به.
إنهاء التخصيب
وتابعت الصحيفة أن قرار إدارة أوباما العام 2013 بالسماح لإيران بتخصيب اليورانيوم مستقبلًا كان تنازلًا رئيسًا ساهم في إبرام الاتفاق النووي العام 2015. ويُعدّ إصرار إيران على حقها في التخصيب بموجب القانون الدولي من أشدّ الخطوط الحمراء التي وضعتها طهران حول برنامجها النووي.
ومنذ العام 2021 تُنتج إيران يورانيوم عالي التخصيب لأول مرة، حيث تُراكِم الآن 60% من المواد بمعدل يُعادل تقريبًا ما يُعادل سلاحًا نوويًا واحدًا شهريًا.
وعلى حين لن تستغرق إيران سوى أسبوع أو أسبوعين لتحويل ما يكفي من هذه المواد بنسبة 60% إلى وقود صالح للأسلحة بنسبة 90% لصنع قنبلة واحدة، قد توافق طهران على تقليص تخصيبها والتخلص من بعض مخزونها من المواد الانشطارية كما فعلت العام 2015 شريطة أن تحظى بمكافآت.
الخبرة الإيرانية
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران بالإضافة إلى خبرتها في مجال الأسلحة، حسّنت خبرتها في جوانب رئيسة أخرى من برنامجها النووي خلال العقد الماضي؛ إذ إنها الآن بارعة في إنتاج وتركيب أجهزة طرد مركزي أسرع؛ وهي الأجهزة المعقدة التي تُحوّل اليورانيوم إلى مستويات تخصيب أعلى.
وفي حين لا يمكن التراجع عن هذه المعرفة، ما يعني أن الجدول الزمني الأساسي الذي يُشكّل جوهر اتفاق العام 2015؛ والذي يُبقي إيران على بُعد 12 شهرًا من القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لسلاح نووي واحد، سيكون من الصعب جدًا تكراره ما لم يتم تفكيك جميع منشآت التخصيب لديها بالكامل.
فجوة الثقة
ولفتت الصحيفة إلى أن أحد أكبر التحديات التي واجهت فريق بايدن في استعادة الاتفاق النووي هو مطالبة إيران بضمانات موثوقة بعدم انسحاب أي إدارة أمريكية مستقبلية من الاتفاق النووي؛ ومع عودة ترامب، من المرجح أن يصبح هذا المطلب أكثر أهمية.
خطوات نحو امتلاك سلاح نووي
وأشارت إلى أن إيران أتقنت معظم تقنيات صنع سلاح نووي باستخدام اليورانيوم المخصب، حيث أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام 2005، أنها تلقت مخططات لمعالجة غاز اليورانيوم وصبّه وتخصيبه من العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان.
وعلى حين يعتقد الخبراء أن إيران، التي تزعم أن عملها النووي لأغراض سلمية بحتة، قادرة على إنتاج سلاح نووي بدائي في غضون بضعة أشهر، لكن تطوير رؤوس حربية نووية قابلة للحمل عبر الصواريخ سيستغرق وقتًا أطول بكثير.