ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
أثار إعلان رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، عماد السايح، مواعيد الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية، التي تعثرت في وقت سابق، تساؤلات حول ما إذا كانت البلاد قادرة الآن على تنظيمها.
وكشف السايح أن "الانتخابات ستُستكمل أولًا يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول، الحالي في 16 بلدية ضمن المرحلة الثانية التي أُعلنت نتائجها أخيرًا، على أن تبدأ المرحلة الثالثة يوم 20 من الشهر ذاته".
وكانت هذه الجولة من الانتخابات البلدية قد تعثرت لأسباب مختلفة قبل أسابيع، وسط جدل حول قانونية إجرائها.
وعلق المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، بالقول: "لا يمكن الجزم بنجاح أو فشل الانتخابات، لكن من خلال قراءة الواقع نجد أن هناك انتخابات فشلت وسيُستأنف تنفيذها وسط تكتم من مفوضية الانتخابات حول الأسباب التي قادت إلى فشل الجولة الثانية".
وأضاف العبدلي، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، "بكل تأكيد نتمنى أن تنجح الانتخابات ويتمكن المواطنون من الإدلاء بأصواتهم بحرية لاختيار أعضاء مجالس بلدياتهم، وهم المسؤولون عن الأمور الخدمية، لذلك هذا الاستحقاق الانتخابي مهم جدًا".
وشدد على أنه "ستكون هناك عوائق بكل تأكيد، لكنها ليست عوائق أمنية، بل ستكون إما سياسية أو من المسؤولين الحكوميين الذين يخشون فوز أشخاص لهم ولاءات سياسية معارضة".
واستدرك بالقول: "لكن على هؤلاء أن يفهموا أن الانتخابات البلدية ليست لها علاقة بالسياسة من قريب أو من بعيد، فهي تتعلق بالخدمات المقدمة للمواطنين".
أما الناشط السياسي والمحلل، حسام الفنيش، فاعتبر أنه "مع إعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات موعد الجولة الثالثة من انتخابات المجالس البلدية، تتجه الأنظار مجددًا نحو قدرتها على تنفيذ هذا الاستحقاق المحلي المهم، في ظل مشهد سياسي وأمني لا يزال يعاني الانقسام والتجاذب بين مختلف السلطات الليبية".
وبيّن الفنيش، في تصريح لـ"إرم نيوز" أنه"رغم الجهود الفنية والتنظيمية التي تبذلها المفوضية، والنجاح النسبي الذي حققته في انتخابات البلديات المرحلة الثانية، خصوصًا في مناطق غرب ووسط ليبيا، تظل التحديات قائمة سواء على الصعيد الإداري أو الأمني أو القانوني، ما يجعل إنجاز الانتخابات في جميع المناطق مهمة معقدة تتطلب توافقًا سياسيًا وإرادة وطنية موحدة".
وشدد على أن "الانقسام السياسي والمؤسسي وضعف التنسيق بين السلطات التنفيذية كلّها عوامل قد تؤثر في سير العملية الانتخابية وتحد من فاعليتها؛ كما أن الأوضاع في الجنوب وبعض مناطق الشرق لا تزال تمثل مصدر قلق للمفوضية في ظل محدودية الإمكانات وضعف الضمانات الميدانية".
وأضاف: "في هذا السياق تبقى احتمالية اعتراض أحد الأطراف الفاعلة قائمة على إنجاز هذه الانتخابات في مناطق شرق وجنوب ليبيا، حتى بعد دعوة بعثة الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى دعم هذا الاستحقاق، وموافقة الأطراف السياسية الرئيسة في البلاد على تسهيل إنجازه، لأسباب ومعطيات سياسية وأمنية تخص تلك الأطراف وتتعلق بموازين القوى والتموضع المحلي في تلك المناطق".
وختم الفنيش بالقول: "تمثل الانتخابات البلدية استحقاقًا مهمًا نحو تفعيل الحكم المحلي وإعادة الثقة بين المواطن والمؤسسات، إلا أن التحديات السياسية والأمنية في مناطق شرق وجنوب ليبيا لا تزال قائمة، وتشكل التحدي الأصعب والأبرز أمام المفوضية والسلطات المحلية في استكمال هذا المسار الانتخابي".