ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
لا تشير الوقائع التي سبقت جولة المفاوضات بين روسيا وأكرانيا بقرب التوصل إلى اتفاق، رغم التفاؤل الذي حاولت تركيا أن تشيعه حين أعلن وزير خارجيتها هاكان فيدان عن "وجود ما يكفي من الأسباب التي تدفع للأمل".
كان أول المؤشرات وأكثرها وضوحاً تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا قبيل بدء المفاوضات، ثم تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن أنه "لن يحدث شيء حتى نلتقي أنا وبوتين".
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي غادر إلى تركيا، وأعلن استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين هناك، سرعان ما بدا أنه لا يعول على المفاوضات، بعد إعلان الكرملين عن تشكيلة الوفد الذي سيخوض المفاوضات، والذي يترأسه مساعد رئيس الدولة فلاديمير ميدينسكي، إضافة إلى نائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين.
ولم يكتف زيلينسكي بوصف الوفد الروسي منخفض المستوى بأنه "مهزلة"، بل إنه دعا إلى "ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على روسيا، وفرض مزيد من العقوبات عليها". كما شكك في نية بوتين قائلاً إن الأخير "أبدى استعدادا للتفاوض من أجل كسب الوقت وتجنب وقف الحرب وتأخير العقوبات المحتملة".
وردت موسكو على ذلك بأن أعادت التصويب على شخص زيلينسكي، ولم تتردد المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بإعادة استخدام وصفه بـ"المهرج" و"الفاشل"، وهي التعابير التي واظب عليها المسؤولون الروس منذ بدء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، في إشارة إلى خلفية زيلينسكي بوصفه ممثل أدوار كوميدية.
وقالت زاخاروفا: "من يستخدم كلمة مهزلة؟ مهرج؟ فاشل؟ شخص بلا أي عِلم".
رغم ذلك التصعيد في المواقف، بقيت الاستعدادات للمفاوضات تمضي قدماً، وأعلن زيلينسكي أنها قد تعقد مساء اليوم الخميس، أو غداً، وأشار إلى أنه لن يشارك فيها، وأن وزير الدفاع الأوكراني سيترأس وفد بلاده إليها.
وجاء الموقف الأوكراني بالمضي قدماً في المفاوضات، بعد أكثر من 3 ساعات من لقاء مغلق بين زيلينسكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وهو اجتماع وصفه مسؤول أوكراني كبير بأنه كان "جيداً". وكانت معظم التقديرات تشير إلى أن ذلك اللقاء بين الزعيمين سيحسم أمر المفاوضات التي تجري تحت الأنظار الأوروبية والأمريكية، وتوازياً مع اجتماع تشهده تركيا أيضاً لوزراء خارجية "الناتو".
وفي ضغط جديد على روسيا، لوحت تلك الدول بفرض مزيد من العقوبات عليها، إذ أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن باريس وواشنطن وحلفاءهما يعتزمون "فرض عقوبات شاملة على روسيا في حال استمرارها برفض "الدخول الجاد" في مفاوضات السلام مع أوكرانيا".
ورأى أن الوفد الروسي منخفض المستوى، يشير إلى أن موسكو تريد "مشاركة شكلية" في المفاوضات، بهدف التهرب من العقوبات.
"لن يحدث أي شيء قبل لقائي بوتين"، هكذا أعلن ترامب، قائلاً: "لا أعتقد أن أي شيء سيحدث، سواء أعجبكم ذلك أم لا، حتى ألتقي به (بوتين)".
وفي تفسيره لتغيب بوتين عن المفاوضات، قال ترامب: "من الواضح أن بوتين كان سيذهب إلى تركيا، لكنه ظن أنني لن أذهب. لم يكن ليذهب في غيابي".