logo
العالم

اتهامات متبادلة.. تشكيك بجدية المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول

اتهامات متبادلة.. تشكيك بجدية المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول
الوفد الروسي المفاوض في إسطنبولالمصدر: رويترز
15 مايو 2025، 11:01 م

أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان محادثات في إسطنبول مساء الخميس مع الوفد الروسي الذي حضر إلى المدينة للتفاوض مع الأوكرانيين.

ومن المقرّر أن يجتمع الجانبان الجمعة مع ممثلي كييف في إطار مفاوضات قال الرئيس الأوكراني إنّ موسكو لا تأخذها "على محمل الجد"، الأمر الذي أبدت واشنطن توافقًا بشأنه أيضًا.

أخبار ذات علاقة

لقاء بين وزير الخارجية التركي ورئيس الوفد الروسي

انتهاء لقاء تركي روسي في إسطنبول.. وأوكرانيا تنضم الجمعة

 وبحسب "فرانس برس"، انعكست الشكوك الأمريكية بشأن الجدية الروسية إزاء محادثات إسطنبول، في تصريحات الرئيس دونالد ترامب الذي قال للصحافيين أثناء توجهه من قطر إلى الإمارات "لا أعتقد أن أي شيء سيحدث، أعجبكم الأمر أم لا، حتى نلتقي أنا وهو"، أي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتكرّر ذلك على لسان وزير خارجيته ماركو روبيو، الذي قال بعد ساعات قليلة "أريد أن أكون صريحًا. لا أعتقد أن لدينا توقعات كبيرة حيال ما سيحدث"، مشيرا إلى أنّ التمثيل الروسي "لم يكن على المستويات التي كنا نأملها". وأضاف "آمل أن أكون مخطئًا. آمل في أن يحققوا اختراقات هائلة  الجمعة.

حرب كلامية

وفي وقت سابق الخميس، تصاعدت الحرب الكلامية بين روسيا وأوكرانيا، اذ اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الوفد الذي أرسلته موسكو "صوري"، فردت عليه الأخيرة بوصفه بـ"المهرّج" والزعيم "المثير للشفقة".

وقال زيلينسكي الذي لن يشارك في المحادثات، إنّ الوفد الأوكراني الذي يقوده وزير الدفاع رستم عمروف "سيكون لديه تفويض للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".

من جانبه، قال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي الخميس، إنه سيكون بانتظار الوفد الأوكراني الجمعة اعتبارا من العاشرة صباحا.

وخلال مؤتمر صحافي في إسطنبول قال ميدينسكي "غدا صباحا، واعتبارًا من العاشرة تحديدًا سنكون بانتظار حضور الجانب الأوكراني إلى الاجتماع".

وكان أشار في وقت سابق إلى أنّ بلاده تعتبر أنّ المحادثات الجديدة تشكّل "امتدادًا" للمفاوضات الثنائية المتعثّرة التي جرت في العام 2022.

لكنّه أكد في الوقت ذاته الاستعداد لـ"تسويات محتملة"، من دون إضافة تفاصيل بهذا الشأن. وقال إنّ الوفد الذي يرأسه مُنح "جميع الصلاحيات" لاتخاذ قرارات، وهو ما شكّك فيه زيلينسكي في وقت سابق.

وفي روسيا، أقال بوتين بمرسوم قائد القوات البرية للجيش أوليغ ساليوكوف. ووفق المرسوم، فقد عُيّن ساليوكوف نائبا لسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، وهو هيئة استشارية مهمة تجتمع بانتظام مع بوتين و"تم إعفاؤه من مهامه الحالية".

 بوتين غائب

ورغم أهمية اللقاء الذي دعا بوتين إلى عقده في 15 أيار/مايو، فإنّه "لا خطط (لديه) في الوقت الراهن" لزيارة تركيا، وفقًا للمتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف.

وكان زيلينسكي قد دعا بوتين إلى الحضور "شخصيًا"، غير أنّ موسكو أرسلت وفدًا برئاسة المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي، ومعه نائب وزير الخارجية ونائب وزير الدفاع.

وميدينسكي المولود في أوكرانيا في عهد الاتحاد السوفياتي ووزير الثقافة سابقًا، معروف بنزعته القومية المتشدّدة وله مؤلفات بشأن التاريخ الروسي شكّك في دقّتها الكثير من المؤرّخين بسبب تحريفها الوقائع. 

وسبق له أن شارك في أول جولة مفاوضات مباشرة بين الطرفين في ربيع العام 2022 التي لم تفض إلى نتيجة، وذلك بعيد اندلاع الحرب في شباط/فبراير من العام ذاته. وفي 2023، أعلن ميدينسكي أن أوكرانيا "جزء من الأرض الروسية".

وبادر زيلينسكي إلى انتقاد تشكيلة الوفد الروسي المفاوض، فور وصوله إلى تركيا، واصفًا إيّاه بـ"الصوري" ومشكّكًا في قدرته على "اتّخاذ قرارات".

وسرعان ما ردّت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على زيلينسكي بالقول "من يستخدم توصيف صوري، مهرج، فاشل، شخص بلا أي عِلم".

والخميس، قال زيلينسكي إنّه لا يزال "مستعدا" لإجراء "محادثات مباشرة" مع نظيره الروسي، معتبرا في الوقت ذاته أنّ امتناع الأخير عن الحضور يعكس "قلّة احترام" تجاه الرئيسين الأمريكي والتركي.

عقوبات إضافية

وكان بوتين دعا الى هذه المباحثات في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما وجّهت إليه كييف وحلفاؤها الأوروبيون إنذارًا بقبول وقف لإطلاق النار كشرط مسبق لأيّ مفاوضات، محذرين من عقوبات إضافية على موسكو بالتنسيق مع واشنطن.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدفع البلدين للتفاوض منذ أشهر، تحدث الأربعاء عن "احتمال" توجهه إلى تركيا "الجمعة" في حال إحراز تقدّم في المفاوضات.

من جانبه، أشار فيدان إلى وجود "ما يكفي من الأسباب للأمل" في نجاح محادثات السلام.

كما أفاد روبيو بأنّه سيلتقي في إسطنبول نظيره الأوكراني أندري سيبيغا. وما زال البلدان متمسّكين بمطالب يصعب التوفيق بينها.

وتطالب روسيا أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتصر على الاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها، فيما تعتبر كييف مدعومة من حلفائها، هذه الشروط غير مقبولة.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الأوكراني والروسي

محادثات إسطنبول بين أوكرانيا وروسيا.. إسكات للبنادق أم ترتيب للصفوف؟

 في المقابل، تريد أوكرانيا "ضمانات أمنية" غربية متينة لتجنب أي هجوم روسي جديد وأن ينسحب الجيش الروسي الذي يسيطر على حوالي 20 % من مساحة البلاد، كليًا من أراضيها.

ويواصل الجيش الروسي التقدّم على الجبهة في أوكرانيا رغم خسائره، حيث لا يزال يحتل حوالي 20 % من الأراضي.

وفي السياق، أعلنت موسكو الخميس الاستيلاء على منطقتين جديدتين في منطقة دونيتسك الشرقية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC