logo
العالم

محادثات إسطنبول بين أوكرانيا وروسيا.. إسكات للبنادق أم ترتيب للصفوف؟

محادثات إسطنبول بين أوكرانيا وروسيا.. إسكات للبنادق أم ترتيب للصفوف؟
الرئيسان الأوكراني والروسيالمصدر: أ ف ب
15 مايو 2025، 12:32 م

أثارت دعوة الرئيس الأوكراني، زيلينسكي نظيره الروسي بوتين إلى عقد لقاء في إسطنبول اليوم لبحث إنهاء الحرب، تساؤلات جوهرية حول فاعلية وقف إطلاق النار كوسيلة لتحقيق السلام، أم أنه مجرد مناورة سياسية تهدف إلى كسب الوقت وإعادة ترتيب الصفوف.

وفقًا لعدد من الخبراء السياسيين الفرنسيين، فإن اتفاقات وقف إطلاق النار، رغم أهميتها الرمزية، غالبًا ما تكون أدوات مؤقتة تستخدمها الأطراف المتنازعة لتحسين مواقعها العسكرية أو السياسية على الأرض. 

ويشير الخبراء إلى أن النجاح الفعلي لأي مبادرة سلام مشروط بتوافر الإرادة السياسية الحقيقية، وضمانات أمنية طويلة الأمد، خاصة في ظل تعقيدات جيوسياسية تمس أمن أوروبا ومستقبل أوكرانيا كدولة ذات سيادة.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان التركي والأوكراني في لقاء سابق

زيلينسكي يتوجه إلى أنقرة وترامب لن يشارك في محادثات إسطنبول

خطوة مهمة

ويقول الدكتور ماثيو سوليفان، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس 1 لـ"إرم نيوز" إن وقف إطلاق النار قد يكون خطوة مهمة نحو استئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، لكنه لا يعني بالضرورة حل الصراع.

وأوضح أن "الوقف المؤقت للقتال قد يعطي فرصة لفتح قنوات دبلوماسية، ولكن من غير المرجح أن يؤدي إلى اتفاق سلام شامل في الأجل القصير". مضيفًا، أن "ما نحتاجه هو إطار طويل الأمد يشمل ضمانات أمنية وتحقيق تقدم حقيقي على الأرض في قضايا مثل الأراضي والمصالح الأمنية لكل طرف".

في المقابل، قالت الخبيرة في الشؤون الروسية، الدكتورة آني لوبي، لـ" إرم نيوز" إن روسيا لن توافق بسهولة على اتفاق طويل الأمد ينهي الصراع، خاصة في حال لم تُلبَّ مطالبها الأمنية والسياسية. 

وأوضحت أن "روسيا قد توافق على وقف مؤقت لإطلاق النار، لكن الهدف الأساسي بالنسبة لها هو تأمين مصالحها في المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة في شرق أوكرانيا، مشيرةً إلى أنه من المحتمل أن تسعى للحصول على تنازلات من أوكرانيا وحلفائها في الغرب قبل التوصل إلى اتفاق حقيقي".

أخبار ذات علاقة

بوتين وترامب

بغياب بوتين وترامب.. ما مصير أول محادثات مباشرة للسلام في أوكرانيا؟

السيناريوهات المحتملة 

وأشارت إلى أنه من خلال توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، يمكن أن تتاح الفرصة للأطراف المتحاربة للجلوس على طاولة المفاوضات. ومع ذلك، هناك عدة سيناريوهات يمكن أن تتطور بعد هذا الاتفاق، منها استئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق طويل الأمد، واستمرار القتال تحت ستار الهدنة وتوسيع الحرب إلى مناطق أخرى.

استئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق طويل الأمد

في هذا السيناريو، يؤدي وقف إطلاق النار إلى استئناف المفاوضات التي قد تشمل قضايا مثل وضع المناطق التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، وضمانات أمنية لأوكرانيا من جانب حلف الناتو، بالإضافة إلى إعادة الإعمار في المناطق المتضررة. إذا تم التوصل إلى اتفاق شامل، فقد يفتح الطريق نحو سلام طويل الأمد.

استمرار القتال تحت ستار الهدنة

في هذا السيناريو، قد يكون وقف إطلاق النار مجرد فترة تهدئة، حيث يستغل كل طرف الوضع لتعزيز مواقعه العسكرية؛ ما يؤدي إلى استئناف القتال بعد فترة من الوقت. في هذه الحالة، ستظل الأزمة بلا حل جذري وستتكرر العمليات العسكرية بشكل دوري.

توسيع الحرب إلى مناطق أخرى

هناك أيضًا احتمال أن يؤدي الاتفاق على وقف إطلاق النار إلى تفجر الصراع في مناطق جديدة. على سبيل المثال، إذا قررت روسيا توسيع نطاق العمليات العسكرية إلى مناطق أخرى في أوكرانيا أو حتى خارجها، مثل مولدوفا أو دول البلطيق، فإن الحرب قد تزداد تعقيدًا.

وفي جميع السيناريوهات، تلعب الوساطة الدولية دورًا حاسمًا في ضمان أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يترجم إلى نتائج عملية. فتركيا، التي عرضت أن تكون مكانًا للمفاوضات بين بوتين وزيلينسكي، قد تكون في موقع يمكنها من تقديم ضمانات للطرفين. كما أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يمكنهما لعب دور الوسيط المحايد في هذه العملية.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية التركي ونظيره الأوكراني خلال اللقاء

وزيرا خارجية تركيا وأوكرانيا يبحثان السلام وزيارة زيلينسكي

الوساطة الدولية

بدوره، قال الخبير في الشؤون الأوروبية الدكتور جان-بول ديفيد، لـ"إرم نيوز" إن "الوساطة الدولية، خاصة من قبل تركيا أو الأمم المتحدة، هي عامل مهم في تسهيل الوصول إلى اتفاق. ولكن إذا لم يتم التعامل مع القضايا الجوهرية مثل أمن أوكرانيا وتوسيع الناتو، فلن يكون للاتفاق معنى حقيقي".

وأضاف، أن "الوساطة الدولية في الحروب السابقة أظهرت أنها يمكن أن تكون فعالة في بعض الحالات، ولكن في الصراع الأوكراني، يعتمد النجاح على وجود إرادة حقيقية من الطرفين لتحقيق سلام شامل".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC