في ظل استمرار النفوذ الروسي وتصاعد الدور التركي والإشراف الأوكراني من قبل ضباط يتابعون سير العمليات، يحتدم الصراع في الساحل السوري، الذي بات مجهول المستقبل، ويشهد تطورات متسارعة تهدد استقراره وتجعله ساحة لاجتماع المصالح الدولية، ومن بين آخر وأبرز التطورات التي شهدتها الأسابيع الماضية مسيرات تجس النبض بالقرب من القواعد الروسية.
تقول المصادر لإرم نيوز إن التصدي للمسيرات بالقرب من قاعدة حميميم بات مهمة رئيسة في جدول أعمال القوات الروسية هناك يوميا، فقد أسقطت الدفاعات الروسية في قاعدة حميميم الجوية وطرطوس البحرية في النصف الأول من الشهر الحالي نحو 15 مسيرة، فهل تفجر هذه المسيرات نذير مواجهة مباشرة بين روسيا وفصائل عسكرية منضوية تحت وزارة الدفاع السورية؟
على اختلاف أنواع المسيرات بين التقنيات التركية والأوكرانية، فإن المصادر الأهلية أكدت لإرم نيوز بأن هذه المسيرات تنطلق من مواقع تجمع المقاتلين الأجانب تارة، بينما تنطلق تارة أخرى من الكلية البحرية في مدينة جبلة، وعلى الرغم من أن هذه المسيرات لم تصل لأي قاعدة روسية ولم تخلق أذى ملموس، فإن استمرار وجودها يُعد وفق مراقبين مفتاحا لحرب قد تشتعل فجأة.
على المقلب الآخر فإن المعطيات تشير إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيعمل على ضبط الوضع بطريقة تم الاتفاق عليها بعد إزالة العقوبات عن سوريا، ما من شأنه السيطرة على هذه الفصائل وتوغلاتها، وعمليات إطلاق المسيرات التي تستفز الجانب الروسي، وذلك عبر مداهمات واعتقالات بدأت تُنفذ وفق المصادر دون اشتباكات مباشرة، ومع أشخاص يُشتبه بانتماءاتهم الإرهابية.