سلط تقرير لصحيفة المونيتور الضوء على "مخاوف" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه الأخير بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال التقرير إن أكبر مخاوف نتنياهو، وفقًا لمساعديه، كان أن يفرض ترامب علنًا على إسرائيل، خلال اللقاء، وقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة، مؤكدًا أن رفض الموافقة كان يؤدي إلى "إحراج علني"، فيما قد يؤدي قبولها إلى انهيار حكومته على يد شركائه المتشددين الذين يعارضون أي تنازلات لحماس.
وذكرت الصحيفة أنه بعد أن تلقى نتنياهو الاستدعاء خلال مكالمة ثلاثية مع ترامب ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الأسبوع الماضي، وبدلًا من قضاء عطلة نهاية أسبوع مريحة في العاصمة المجرية كما كان مخططًا، أمضى نتنياهو الساعات الثماني والأربعين التالية محاولًا فهم سبب اجتماع واشنطن العاجل.
وبعد أن ثبت أن مخاوفه حول طلب وقف إطلاق النار في غزة لا أساس لها، شكل إعلان ترامب بدء مفاوضات مباشرة مع إيران هاجسًا مقلقًا جديدًا لنتنياهو الذي يعتبر المفاوضات مع إيران "مضيعة للوقت"، وفق الصحيفة.
وذهب التقرير إلى أنه رغم إعلان ترامب عن "محادثات مباشرة" مع إيران، فقد وصفت مصادر فرص التوصل إلى اتفاق بأنها "ضئيلة"، متوقعة "صيفًا متوترًا"، مع ترجيح إصرار إسرائيل على الخيار العسكري.
وقالت الصحيفة: بعد سبع سنوات بالضبط من إشادة نتنياهو "بفرح" بالرئيس الأمريكي ترامب لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، اضطر يوم الاثنين للجلوس إلى جانبه والاستماع إلى الرئيس، في ولايته الثانية، يعلن عن محادثات مباشرة رفيعة المستوى مع إيران.
وأضافت: يبدو أن هذا كان السبب الحقيقي وراء استدعاء ترامب لنتنياهو إلى واشنطن لحضور اجتماع غير مُجدول، لإبلاغه، وإبلاغ العالم، بالمفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاق جديد مع إيران للحد من برنامجها النووي.
وأكدت الصحيفة "لم يكن هذا ما أراد نتنياهو سماعه، خاصةً مع توجيه الكاميرات والأضواء والميكروفونات نحوه في المكتب البيضاوي".
ومع ذلك، وإدراكًا منه لـ"الإذلال" الذي لحق بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على يد ترامب عندما كان يجلس على الكرسي نفسه قبل حوالي ستة أسابيع، قال نتنياهو ببساطة إنه وترامب يتشاركان الهدف ذاته المتمثل في ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، بحسب "المونيتور".
وقال نتنياهو لبعض مساعديه، إن طهران تريد سلاحًا نوويًّا، وستبذل قصارى جهدها للحصول عليه، حتى توقيع اتفاق تتعهد فيه بالامتناع عن تطوير قنبلة نووية.
وأضاف أنه بدلًا من تقديم أي حوافز، يجب أن يُعامل الإيرانيون بقسوة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل، في هذه الأثناء، تُكثّف استعداداتها لهجوم محتمل على إيران، وتأمل في تنسيق مثالي مع الأمريكيين.
وبينما تُفضّل إسرائيل هجومًا تُنفّذه الولايات المتحدة، يُفضّل الأمريكيون أن تكون إسرائيل في الطليعة، وأن تُوفّر الولايات المتحدة مظلة جوية واستخباراتية ومضادة للطائرات وسياسية، وأن تنضمّ عند الحاجة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تستعدّان للتهديدات الصادرة عن طهران بهجوم إيراني استباقي، حيث أشار مسؤولون إيرانيون كبار إلى أن القوات الأمريكية المُعزّزة المنتشرة في المنطقة، بما في ذلك في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، مُعرّضة للهجوم.
وفي المقابل، تُجهّز إسرائيل لهجوم إيراني استباقي على أراضيها بهدف عرقلة ضربة إسرائيلية مُرتقبة.
وقالت الصحيفة: لعلّ هذا يُفسّر نشر بطارية ثاد الأمريكية المضادة للصواريخ في إسرائيل في الأيام الأخيرة، كدعمٍ لأنظمة الاعتراض الأمريكية والإسرائيلية الأخرى.
وخلُصت الصحيفة إلى أن نتنياهو غادر البيت الأبيض بيقين واحد فقط، أن الحرب مع إيران لا تزال خيارًا مطروحًا، وقالت إن هذا ليس بالأمر السيئ بالنسبة للرجل الذي جعل من سحق طموحات إيران النووية هدفه الأسمى.