مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
قال خبراء عسكريون إن استخدام إسرائيل المنظومة الدفاعية الأمريكية "ثاد"، لاعتراض صاروخ أطلقته ميليشيا الحوثي من اليمن، لأول مرة منذ إرسال النظام الأمريكي إليها في أكتوبر/تشرين أول الماضي، يعد تحولًا غير مسبوق في المواجهة العسكرية مع الحوثيين.
وبحسب التقديرات، فإن "استخدام المنظومة الأمريكية يأتي في إطار توجه إسرائيل لعدم التقليل من القدرات التكنولوجية التي تمتلكها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، علاوة على أنه بمنزلة تدخل أمريكي مباشر لصد الهجمات الحوثية".
و"ثاد" نظام دفاعي أمريكي متنقل مضاد للصواريخ على ارتفاعات عالية يشبه نظام "أرو" الإسرائيلي، ويُدار بوساطة 100 جندي أمريكي، ويمثل استخدامه مضاعفة للقوة العسكرية لمواجهة التهديدات المحيطة بإسرائيل.
ويرى الخبير في الشأن العسكري، قاصد محمود، أن "استخدام نظام ثاد الأمريكي يمكن وضعه في إطار ثلاثة أمور رئيسية، الأول وجود نية لدى الولايات المتحدة وإسرائيل لتصعيد العمل العسكري ضد ميليشيا الحوثي".
وأوضح محمود، لـ"إرم نيوز"، أن "الأمر الثاني يتمثل في رفع مستوى المواجهة العسكرية مع الحوثيين والتعامل بحذر شديد مع الإمكانيات الصاروخية والتكنولوجية التي يمتلكونها، ما يعني الحاجة للعمل ضدهم بطريقة أقوى من السابق".
والأمر الثالث، وفق الخبير العسكري، يتمثل في وجود تفاهمات جديدة بين إسرائيل والولايات المتحدة للعمل ضد التهديدات الإيرانية وأذرعها بالمنطقة، وذلك في إطار ما يُجرى الحديث عنه بشأن إعادة تشكيل الشرق الأوسط.
وأضاف "من الواضح أن هناك توجهًا إسرائيليًا أمريكيًا من أجل العمل بشكل أقوى ضد ميليشيا الحوثي، والعمل على تحييد خطرها، والتعامل بشكل جدي مع قدراتها العسكرية"، مبينًا أن تطوير سبل الرد يمكن أن يعبر عن سوء تقدير إسرائيل لإمكانيات الحوثيين العسكرية في السابق.
وتابع: "يبدو أن العمل على التوصل لتهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة يأتي لوجود نوايا إسرائيلية وأمريكية لفتح جبهة قتال جديدة ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، خاصة وأن إيران تمدهم بقدرات عسكرية استثنائية لم تحصل عليها حماس والفصائل الفلسطينية".
وفي السياق، أكد الخبير في الشأن العسكري، واصف عريقات، أن "استخدام المنظومة الأمريكية في صد هجمات الحوثيين يمثل مؤشرًا على وجود تفاهمات أمريكية إسرائيلية جديدة بشأن التصعيد العسكري في الشرق الأوسط".
وقال عريقات، لـ"إرم نيوز"، إنه "من الواضح أن الولايات المتحدة تدفع إسرائيل نحو القبول بتهدئة مع حماس في قطاع غزة مقابل إحداث تقدم كبير وغير مسبوق في التعاون العسكري بين تل أبيب وواشنطن خلال الفترة المقبلة".
وأوضح أن "هذا التعاون سيمكن إسرائيل من توجيه ضربات عسكرية بعيدة المدى سواء لميليشيا الحوثي أم في العمق الإيراني"، متابعًا "يبدو أن تشغيل المنظومة بشكل مبكر كان بمنزلة رسالة طمأنة لإسرائيل بشأن النوايا الأمريكية.
وزاد: "أمريكا تسعى لاسترضاء إسرائيل من أجل التوصل لاتفاق تهدئة في غزة من جهة، وتأجيل توجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني من جهة ثانية، على اعتبار أن مثل هذا الأمر يجب أن يكون في مرحلة لاحقة".
وختم "بتقديري سيكون استخدام المنظومة الدفاعية بمنزلة هدية استثنائية لإسرائيل تقبل من خلاله حكومة بنيامين نتنياهو التعاطي مع الضغوط الأمريكية في العديد من الملفات السياسية والعسكرية المتعلقة بالشرق الأوسط".
