logo
العالم

"نوبل" ومكالمة هاتفية متوترة.. كيف انهارت علاقة ترامب ومودي؟

"نوبل" ومكالمة هاتفية متوترة.. كيف انهارت علاقة ترامب ومودي؟
ترامب ومودي خلال مؤتمر صحفي سابقالمصدر: رويترز
31 أغسطس 2025، 5:47 ص

تشهد العلاقات الثنائية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حالة من الانهيار، عقب مكالمة هاتفية متوترة بين الجانبين جرت في الـ17 من يونيو/ حزيران الماضي، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن رئيس الوزراء الهندي يفقد صبره مع الرئيس الأمريكي، بسبب تصريحات ترامب المتكررة بأنه "حل" الصراع العسكري بين الهند وباكستان.

وبحسب الصحيفة، فإن تاريخ هذا النزاع يعود إلى أكثر من 75 عامًا، وهو أعمق وأكثر تعقيدًا مما كان ترامب يصوره.

ولفتت إلى أنه خلال مكالمة هاتفية في الـ17 من يونيو/حزيران الماضي، أثار ترامب الأمر مرة أخرى، معربًا عن مدى فخره بإنهاء التصعيد العسكري.

وذكر ترامب أن باكستان سترشحه لجائزة نوبل للسلام، وهو شرف كان يدافع عنه علنًا، وفق الصحيفة.

ونقلت عن مصادر مطلعة على المكالمة قولها إن هذه التصريحات كانت بمثابة تلميح غير مباشر لرئيس الوزراء الهندي بأنه "يجب أن يفعل الشيء نفسه".

وأضافت المصادر أن مودي استشاط غضبًا، وأبلغ ترامب بأنه لم يكن لتدخّل الولايات المتحدة أي علاقة بوقف إطلاق النار الأخير، فقد تمت تسويته مباشرةً بين الهند  وباكستان. 

وأوضحت أن ترامب تجاهل إلى حد كبير تعليقات مودي، لكن الخلاف ورفض الهند الانخراط في مسألة جائزة نوبل، لعب دورًا كبيرًا في تدهور العلاقة بين الزعيمين، اللذين تعود علاقاتهما الوثيقة سابقًا إلى ولاية ترامب الأولى.

أخبار ذات علاقة

الهند والصين

رسالة سرية.. الصين تختبر "رغبة" الهند في التحالف ضد ترامب

 

تقارب مع خصوم أمريكا

وأكدت الصحيفة أن النزاع بين الطرفين تصاعد على خلفية محادثات تجارية بالغة الأهمية للهند والولايات المتحدة، تهدد تداعياتها بدفع الهند إلى التقارب مع خصوم أمريكا في بكين وموسكو.

وتوقعت أن يسافر رئيس الوزراء الهندي إلى الصين نهاية الأسبوع الجاري، حيث سيلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه بعد أسابيع قليلة من المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء الهند، ومع استمرار المحادثات التجارية بين البلدين، فاجأ ترامب الهند بإعلانه فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على الواردات من البلاد.

ويوم الأربعاء الماضي، فرض ترامب رسومًا جمركية إضافية بنسبة 25% على الهند لشرائها النفط الروسي، ليصل إجمالي الرسوم إلى 50%؛ ما دفع رئيس وزراء الهند إلى إعلان انسحاب بلاده رسميًّا من المحادثات التجارية، رغم أنه وصف ترامب ذات مرة بأنه "صديق حقيقي". 

في المقابل، فبعد أن أبلغ ترامب مودي بأنه سيسافر إلى الهند في وقت لاحق من هذا العام لحضور قمة رباعية، لم يعد لدى الرئيس الأمريكي خطط للزيارة في الخريف، وفق أشخاص مطلعين على جدول أعماله.

وفي الهند، يُنظر إلى ترامب الآن في بعض الأوساط على أنه مصدر إذلال وطني، ففي الأسبوع الماضي، عُرضت دمية عملاقة لترامب في مهرجان بولاية ماهاراشترا، مع لافتات تُعلن أنه طعن في الظهر.. كانت الضربات من الولايات المتحدة شديدة لدرجة أن أحد المسؤولين الهنود وصفها بـ "gundagardi": أي التنمر الصريح أو البلطجة.

أخبار ذات علاقة

وزير التجارة الهندي بييوش غويال

بعد فرض رسوم أمريكية.. الهند تعلن عزمها "غزو أسواق جديدة"

 

فشل سياسي

ولم يتوقع الكثيرون في الهند أن ينتهي المطاف بمودي إلى هذا الوضع، إذ فاز بفترة ولايته الثالثة على وعد بتحويل نفسه وبلاده إلى لاعبين عالميين.

وحتى لو كان معروفًا عن ترامب تركيزه على العلاقات الشخصية أكثر من الإستراتيجية الجيوسياسية، فقد اعتقد الهنود أن هذه الديناميكية ستصب في مصلحتهم.

 لكن ما يريده ترامب بشدة من مودي هو أمرٌ سياسي مُجهِد.. فإذا اعتُبر مودي أنه رضخ للضغوط الأمريكية لوقف إطلاق النار مع دولة أضعف، فستكون التكاليف في الداخل باهظة، حيث تعتمد هوية مودي القوية، إلى حد كبير، على مدى صرامة موقفه تجاه باكستان.

وقالت الصحيفة إن الاعتراف بدور ترامب، ناهيك عن ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، سيُعتبران استسلامًا من جانب الهند.

أما باكستان، التي حظيت مؤخرًا بقبول ترامب، فقد جاء قرار ترشيحه للجائزة سريعًا.

 وتُظهر حقيقة أن مودي لم يتمكن من إيجاد طريقة للاعتراف ولو بشكل خفي بدور ترامب، بالنظر إلى مدى خطورة هذه القضية بالنسبة له. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الهندي

"محطة فارقة".. شي ومودي يجتمعان على هامش "قمة شنغهاي"

ويقول محللون، إن التصلب الشديد في الرد الهندي يُشير إلى كيفية تركيز السلطة، على مدى العقد الماضي، بشكل متزايد على خدمة حماية صورة  مودي كرجل قوي بأي ثمن.

وقالت الزميلة البارزة في معهد بروكينغز، تانفي مادان، إن "فكرة قبول مودي وقف إطلاق النار تحت ضغط الولايات المتحدة أو أنه احتاج إلى وساطة أو سعى إليها - لا تتعارض مع شخصيته فحسب، بل تتعارض أيضًا مع الممارسات الدبلوماسية الهندية".

وأشارت إلى أن مودي "روّج لعلاقاته مع رؤساء الولايات المتحدة على أنها رصيد مهمٌّ-  إستراتيجيًّا وسياسيًّا - والآن تُصوّر المعارضة صداقته مع ترامب على أنها عبء".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC