أعادت قمة ألاسكا، وما تلتها من محادثات في واشنطن، إحياء النقاشات حول الضمانات الأمنية لأوكرانيا، التي تمكّنها من الحفاظ على قدرتها في الدفاع عن نفسها، مع وجود فجوة بين ما تطلبه كييف، وما تريد تقديمه إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ووفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أبدت الولايات المتحدة انفتاحاً أكبر على الضمانات الأمنية الأمريكية لأي اتفاق سلام في أوكرانيا، وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن هذه الضمانات قيد المناقشة.
وأعلنت المملكة المتحدة وفرنسا إمكانية نشر قواتهما ضمن "قوة طمأنة" في غرب أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام، لكنهما لطالما سعتا إلى دور أمريكي محدود، يُطلق عليه المسؤولون البريطانيون اسم "الدعم"، لحماية القوات الأوروبية في حال تعرضها للخطر.
يحدد تقرير "وول ستريت جورنال" الضمانات الأمريكية، بالاستناد إلى محللين عسكريين، بـ:
الدعم غير المباشر، مثل وجود مقاتلات تابعة للقوات الجوية الأمريكية خارج أوكرانيا على أهبة الاستعداد.
تزويد القوات الأوروبية بأنظمة دفاع جوي أمريكية الصنع.
طائرات دون طيار تحلّق فوق أوكرانيا من خارج البلاد.
توفير المعلومات الاستخباراتية العسكرية.
نقل القوات والمعدات الأوروبية على متن طائرات أمريكية.
وكان المبعوث الخاص، ستيف ويتكوف، قد أكد أن الضمانات الأمنية ستصدر من قبل الدول بشكل فردي، وليس من قبل حلف شمال الأطلسي، وهي لفتة تبدو محسوبة لتلبية معارضة موسكو لضم أوكرانيا إلى التحالف العسكري الغربي.
واقترح ويتكوف أن تكون الضمانات مصممة على غرار مبدأ الدفاع الجماعي لمنظمة حلف شمال الأطلسي، والذي تم تدوينه في المادة الخامسة من معاهدة الناتو، التي تنص على أن الهجوم المعادي ضد أحد الأعضاء يعد هجوماً ضد الجميع.
تسعى أوكرانيا، في ظل النزاع المستمر مع روسيا، إلى ضمانات أمنية قوية لضمان سيادتها وأمنها، بناء على تصريحات رسمية ومفاوضات دولية، وهي بحسب تقرير سابق لـ "نيويورك تايمز" تتلخص في:
ـ عضوية حلف الناتو: تطالب كييف بالانضمام الكامل إلى الناتو كضمانة دفاعية جماعية، ففي قمة الناتو في يوليو 2024، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن العضوية هي "الضمانة الوحيدة للردع طويل الأمد"، رغم معارضة روسيا وتردد بعض الأعضاء.
ـ اتفاقيات دفاعية ملزمة: تسعى أوكرانيا إلى اتفاقيات ثنائية ملزمة قانونياً مع دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وتشمل التزامات بتقديم مساعدات عسكرية فورية في حالة هجوم، مشابهة للنموذج الإسرائيلي، وهناك اتفاقيات مع بريطانيا وفرنسا تضمن دعمًا لمدة 10 سنوات.
ـ دعم عسكري مستدام: تطالب كييف بإمدادات مستمرة من الأسلحة المتقدمة، مثل أنظمة باتريوت وصواريخ بعيدة المدى، إلى جانب تدريب القوات ومشاركة المعلومات الاستخباراتية، كما أكدت ذلك اتفاقيات مع ألمانيا.
ـ ضمانات اقتصادية وعقوبات: تشمل المطالب ضمانات لدعم إعادة الإعمار وفرض عقوبات تلقائية على روسيا في حالة انتهاك أي اتفاق سلام، وفقاً لمقترحات زيلينسكي في محادثات جنيف في 2024.
ـ مراقبة دولية للحدود: تدعو أوكرانيا إلى نشر قوات أو مراقبين دوليين لضمان وقف إطلاق النار وحماية حدودها، مثلما اقترحت تركيا في مفاوضات إسطنبول.