ملاذ عماد
استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، نظيره الرواندي بول كاغامي في باريس، لبحث تصاعد التوتر في شرق الكونغو وتعزيز التعاون الثنائي، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم النزاعات المسلحة في منطقة البحيرات الكبرى.
وشكّلت الأزمة المستمرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية محورًا رئيسًا في المناقشات، لا سيما ما يتعلق بدور رواندا، وسط اتهامات بدعمها لحركة "إم23" المتمردة، وما يرافق ذلك من توتر أمني وسياسي في منطقة البحيرات الكبرى.
ووفق تقرير لإذاعة فرنسا الدولية، تناول اللقاء، الذي لم يُعلن عنه مسبقًا، سبل خفض التصعيد بين كينشاسا وكيغالي، والتأكيد على أهمية التهدئة بما يسهم في إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة.
قالت الباحثة سامية عبد الله، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن التعاون الثنائي بين فرنسا ورواندا يحمل أهمية بالغة، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة التي تتطلب تنسيقًا فعالًا لمواجهة مخاطر العنف والإرهاب.
وأضافت أن تكثيف الجهود السياسية يعكس رغبة الطرفين في احتواء تداعيات هذه الظواهر، التي تهدد أمن المنطقة برمتها، مشيرة إلى أن العلاقات السياسية بين البلدين قوية، خاصة في ما يتعلق بالمناطق ذات الحساسية الجيوسياسية والتي قد تستغلها الجماعات المتطرفة لإشاعة الفوضى.
وشددت عبد الله على أن استمرار التعاون واعتماد استراتيجية مشتركة يُعدان أمرًا ضروريًا لتعزيز أمن الحدود، ووقف تمدد التطرف، ومواجهة تحديات الإرهاب بحزم.
وأشارت إلى أن تعزيز التنسيق السياسي وتبادل المعلومات الاستخباراتية يسهم في تفعيل الدورين الإقليمي والدولي في محاربة الإرهاب، وبناء جبهة قوية لمواجهة التحديات الأمنية المتنامية، لا سيما مع تزايد احتمالات تصاعد أعمال العنف في المنطقة.
من جهته، أوضح الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي، محمد حسين، أن رواندا أكدت استمرار تنفيذ مشاريع التنمية الثنائية، رغم الظروف الراهنة، وأن بعض البرامج لا تزال تُنفذ في إطار تعزيز التنمية المستدامة.
وأضاف حسين أن أزمة شرق الكونغو تمثل إحدى أعقد القضايا الأمنية والإنسانية في المنطقة، حيث تتواصل الصراعات المسلحة والنزاعات العرقية، مهددةً الاستقرار الإقليمي، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية ونزوح الملايين.
وأشار إلى أهمية التدخلات الإقليمية والدولية، بما في ذلك جهود المجتمع الدولي، في احتواء التصعيد، مؤكدًا أن معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية وانتشار الجماعات المسلحة تُعد مفتاحًا لتحقيق سلام دائم.
وشدّد على أن استقرار المنطقة لا يمكن أن يتحقق من دون تعزيز التعاون الأمني والتنمية المستدامة، التي تُعد أساسًا لأي حل طويل الأمد في منطقة البحيرات الكبرى.