تقديرات الجيش الإسرائيلي: حماس ستحاول نقل المزيد من الرهائن إلى مدينة غزة
شبه المحامي الفرنسي ألان جاكوبوفيتش، زعيم "فرنسا الأبية" جان-لوك ميلانشون بوزير الدعاية النازي جوزف غوبلز.
وأشعل التشبيه الذي تم في لقاء على محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية فتيل أزمة سياسية في البلاد.
ودفع التشبيه الصادم والمسيء لزعيم اليسار الفرنسي المتطرف الأخير إلى الرد بقوة، معلنًا اللجوء إلى القضاء، فيما سعت القناة إلى امتصاص الغضب بالتنديد الفوري بما قيل على هوائها.
كما تحول الخلاف السياسي إلى مواجهة علنية على حدود القانون والتاريخ، في لحظة مشحونة تتقاطع فيها السياسة والذاكرة الوطنية، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وتصاعدت حدة الجدل السياسي في فرنسا بعد تصريح مثير للجدل أدلى به المحامي ألان جاكوبوفيتش عبر شاشة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية، حين قارن زعيم حزب "فرنسا الأبية"، جان-لوك ميلانشون، بوزير الدعاية النازي جوزف غوبلز، في تعليق مباشر على كتاب (القطاع) "La Meute" الذي ينتقد أساليب إدارة الحركة اليسارية.
هذه المقارنة، التي جاءت مساء الخميس، خلّفت صدمة واسعة داخل الأوساط السياسية والإعلامية.
ووسط تزايد الغضب، سارعت القناة إلى التبرؤ من كلام ضيفها، واعتبرت التصريحات "غير مبررة ولا تندرج ضمن حرية التعبير"، بحسب ما أعلنته الإعلامية آبولين دو ماليرب في بيان رسمي، صباح الجمعة.
من جهته، لم يتأخر ميلانشون، في الردّ، إذ أعلن عبر حسابه على منصة "إكس" أنه سيتقدم بشكوى قضائية بتهمة "السب العلني"، مشددًا على خطورة هذا التشبيه في توقيت رمزي، يتزامن مع ذكرى سقوط النظام النازي في أوروبا.
كتب ميلانشون: "أقدّم شكوى ضد رئيس جمعية مناهضة العنصرية لأنه شبّهني بجوزف غوبلز، أحد رموز الإبادة النازية. لقد أهانني، وأهان حركتنا وأنصارنا، بتشبيههم بالنازيين. وهذا في يوم ذكرى هزيمة ألمانيا في عهد النازي أدولف هتلر. من شخص بمكانته، هذا غير مقبول».
وأضاف: "محاكمته ستكون فرصة لتذكيره بمعايير الحوار الديمقراطي وحدود الجدل السياسي".
رد جاكوبوفيتش لم يتأخر، ونشر بدوره بيانًا مطولًا أعرب فيه عن استعداده للمثول أمام القضاء، بل ودعا ميلانشون إلى مناظرة علنية وجها لوجه، معتبرًا أن "النقاش المباشر سيكون أكثر فائدة من المواجهة القضائية".
وسخر المحامي من وصف ميلانشون للمقاضاة بـ"دعوة إلى ضبط النفس"، قائلًا: "أنتم آخر من يحق له إعطاء دروس في ضبط النفس، في ضوء تصريحاتكم المتكررة".
تأتي هذه الأزمة في وقت حساس سياسيًّا، ولا سيما بعد صدور كتاب (القطيع) "La Meute" الذي كشف، حسب مؤلفيه، عن ممارسات "استبدادية" داخل حزب "فرنسا الأبية"، وهو ما أثار جدلًا داخليًّا حتى بين بعض حلفاء ميلانشون.
في خلفية هذا الصراع، تلعب الذاكرة الجماعية الفرنسية دورًا حساسًا. إذ لا تزال المقارنات مع رموز النظام النازي تُعد خطًّا أحمر في الثقافة السياسية الفرنسية، وتثير ردود فعل عنيفة بمجرد ورودها في السجال العام.
من جهتها، حاولت القناة الإخبارية الحد من الأضرار. فقد أصدرت إدارة BFM TV بيانًا رسميًّا أدانت فيه بشدة ما وصفته بـ"انزلاق غير مقبول"، فيما طالبت نقابة الصحفيين داخل القناة بتوضيحات، مؤكدة أن "لا شيء يمكن أن يبرر مثل هذا الربط التاريخي المروّع".
كما علّقت رابطة مكافحة العنصرية والتشويه التاريخي (Licra)، التي يرأسها جاكوبوفيتش، على القضية مذكّرة بأن ميلانشون نفسه استخدم في الماضي مقارنات نازية ضد خصومه، مثل وصف رئيس جامعة ليل بـ"آيخمان"، ومقارنة النائبة صوفي شيكيرو للسياسي فابيان روسيل بـ"دوريو"، أحد رموز الفاشية الفرنسية.