وجّه رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، انتقادات لاذعة إلى ميليشيا "حزب الله"، متهمًا إياها بإعادة لبنان قرنًا من الزمن إلى الوراء، وبفرض منطق عسكري إيراني على البلاد.
وفي كلمة ألقاها خلال احتفالية عبر إذاعة "لبنان الحر"، قال جعجع إن حزب الله يتصرف بعكس إرادة غالبية الشعب اللبناني، ويمنع الدولة من أداء دورها الطبيعي، مضيفًا: "هذه ليست وجهة نظر حزبنا فقط، بل إنّ 75% من اللبنانيين لا يريدون هذا الواقع المفروض، لكن حزب الله متمسّك به ومصرّ عليه".
وأضاف جعجع: "رغم التأخير في اتخاذ القرارات وجمود الخطاب السياسي، فإن لبنان يسير على الطريق الصحيح إذا تُرك له المجال للتحرك، والمشكلة أن هناك جهة واحدة، هي حزب الله، لا تتصرف بمنطق الدولة، بل وفقًا لعقيدة خارجية، ولا يفهمون لغة الأغلبية، ولا الأغلبية تفهم لغتهم".
وأكد جعجع أن حزب الله ألحق ضررًا تاريخيًا بلبنان، مشيرًا إلى أنّ الحزب، بعد أن أخّر لبنان 100 عام إلى الوراء، إن لم يكن أكثر، ويعيد إلى الذاكرة التصريح الإسرائيلي القديم الذي قال فيه مسؤولون إسرائيليون إنّهم يريدون إعادة لبنان 30 أو 50 سنة إلى الوراء في حال تعرّضوا لأيّ أذى من الأراضي اللبنانية.
وأشار إلى أن الحياة السياسية الحقيقية غابت عن لبنان منذ عام 1990، قائلاً: "الدولة تعمل كبلدية، بلا سلطة استراتيجية أو سيادية".
وتطرّق جعجع إلى ما سميّ "حرب الإسناد"، مؤكداً أنّه حصل ما كنا نقوله دائماً من أن هذه الحرب لن تفيد غزة، وستُلحق أضراراً كبيرة بلبنان، موضحًا أن "حزب الله لا يملك أي شرعية قانونية لشن الحرب، فالدولة وحدها هي المخولة باتخاذ قرار السلم والحرب".
وأضاف: "يتصرّف حزب الله بما يناقض الدستور، ويطلق شعارات لا أساس لها؛ لا يحمون لبنان، بل يعرّضونه للخطر؛ الدولة وحدها مسؤولة عن حماية مواطنيها، لا ميليشيا تعمل لحساب نظام خارجي".
ووجّه جعجع انتقاداً لحزب الله في التدخل بالحرب الإسرائيلية في غزة حيث قال "أنتم جزء عزيز وكريم من لبنان ولكن لستم كل لبنان. ثلاثة أرباع اللبنانيين لا يريدون هذه الحرب".
وشدّد جعجع على أن من يحمي اللبنانيين، بمختلف طوائفهم، هي الدولة وحدها، معتبرًا أن حزب الله يواصل تدمير لبنان وتجميد مستقبله عبر فرضه منطقًا غريبًا عن الدولة.
وقال: "لن نقبل أن نعيش بلا دولة كما حصل في السنوات الأربعين الماضية، حين تُركت أرض لبنان لبعض اللبنانيين يتاجرون بمصير الجميع لأهداف لا علاقة لها بلبنان بل بإيران".
ورأى أن استمرار الوضع الراهن أخطر من الحرب الشاملة، لأن حزب الله يورّط لبنان في صراعات لا يملك قراره فيها، بينما إسرائيل تقوم باستهداف عناصر الحزب دون رادع.
وأضاف: "لبنان يتكبد الخسائر البشرية والمادية والمعنوية، فيما الحزب يجرّه نحو الانهيار".
وأشار إلى أن لبنان لم يحصل على أي دعم دولي بسبب سلوك بعض المسؤولين، وفي طليعتهم حزب الله، وتابع: "خسرنا 6 أشهر بسبب التراخي وأوهام الحوار مع حزب الله. المطلوب قرارات وطنية مسؤولة تفتح صفحة جديدة لمستقبل مختلف".
وشدّد على أن السلطات اللبنانية يجب أن تتحرك دون انتظار رد من الحزب، قائلاً: "حزب الله لن يرد، لأنه لا يعترف بالدولة أصلاً، والشعب ينتظر قرارًا يُخرجه من الحفرة التي أوقعه فيها الحزب".