قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
يرى خبراء أن أسبابًا عديدة تقف وراء رفض ميليشيا "حزب الله" تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، وسط توقعات باتجاه القرار الدولي نحو حسم ملف السلاح.
وأوضح الخبراء، لـ"إرم نيوز"، أن "أبرز أسباب عدم التزام حزب الله بتسليم سلاحه هو عدم حصوله على الضوء الأخضر من طهران، بالإضافة إلى أنه لا يمتلك القرار بشأن هذا السلاح؛ إذ يعدّ في نظرهم ملكًا لإيران، التي ترهنه كإحدى أوراق التفاوض مع الولايات المتحدة والغرب".
يأتي ذلك في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية على لبنان لحصر السلاح في مؤسسات الدولة فقط، في وقت يُضاعف فيه سلاح حزب الله من الضغوط على الداخل اللبناني والقوى السياسية كافة، وصولًا إلى رجل الشارع.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون أكد أن من واجب جميع القوى السياسية دعم حصر السلاح بيد الجيش دون تردد، مشددًا على استعداد الدولة لسحب سلاح حزب الله وتسليمه للجيش.
ودعا عون إلى التعامل مع هذه المسألة بمسؤولية، ومؤكدًا أن التمسك بالسلاح قد يهدد الدعم العربي والدولي للبنان.
وقال الباحث السياسي، قاسم يوسف، إن "حزب الله ينتظر الضوء الأخضر الإيراني، ويراهن على كسب الوقت، فقرار تسليم السلاح لا يملكه، بل تنفذه القيادة الإيرانية عندما تقرر ذلك. حزب الله يماطل ويناور، لكنه لا يحسم دون إيعاز من طهران".
وأضاف يوسف، لـ"إرم نيوز"، أن "إيران لا تزال تعتبر السلاح ورقة تفاوضية مهمة في علاقاتها مع الغرب، وهو ما يفسر تعقيد المشهد. وقد ظهر هذا بوضوح في خطاب الرئيس اللبناني الأخير، الذي دعا إلى حوار ثنائي مع الحزب للوصول إلى صيغة سلمية لتسليم السلاح".
وأشار إلى أن "رفع رئيس الجمهورية صوته في هذا التوقيت يحمل رمزية مهمة، إذ يطالب بتسليم السلاح للجيش، ويضع حزب الله أمام استحقاق جدي. لم يعد هناك مجال للمراوغة، ويجب التفكير بآلية للتسليم".
وأوضح يوسف أن "إسرائيل تستعد لحرب كبرى، وهناك تحضيرات لذلك من جانب حزب الله أيضًا، وإذا لم يُبادر الحزب إلى تسليم سلاحه، فقد تحصل إسرائيل على الضوء الأخضر من واشنطن لشن هجوم واسع على لبنان، يستهدف المناطق السكنية الداعمة لحزب الله والبنية التحتية للدولة اللبنانية".
ولفت إلى أن "حربًا كهذه ستكون كارثية، وقد تُعيد لبنان إلى العصر الحجري. لن يُحلّ ملف سلاح حزب الله بالقوة داخليًا، فالمواجهة مع الجيش مرفوضة، لكن تدخل إسرائيل قد يُستخدم لتحقيق هذا الهدف على حساب دمار شامل. لذلك، من الأفضل أن يُسلّم الحزب السلاح بعقلانية وهدوء لتجنب كارثة وشيكة".
من جانبه، يرى الخبير في السياسات اللبنانية، شاكر داموني، أن "حزب الله لا يتمسك بالسلاح دفاعًا عن طائفة، بل لحماية مشروع إيراني توسعي في المنطقة تم بناؤه على مدى خمسة عقود".
وأكد داموني، لـ"إرم نيوز"، أن "التسليح الجاد للجيش اللبناني بدعم دولي كافٍ سيسحب الذرائع من حزب الله، ويؤدي إلى اتفاق سياسي على آلية لتسليم السلاح للدولة".
وأضاف أن "أي حل عسكري لهذا الملف من قبل إسرائيل سيؤدي إلى حرب مدمرة لن تنتهي إلا بتدمير لبنان من شماله إلى جنوبه، ولن تكفي أي مساعدات أو إعادة إعمار لإعادة لبنان إلى ما هو عليه اليوم".
واختتم داموني بالقول إن "اللبنانيين لا يريدون أن تُحل أزمة سلاح حزب الله بالقوة العسكرية، لا من خلال عدوان إسرائيلي ولا عبر مواجهة مع الجيش اللبناني؛ لأن النتيجة ستكون دولة محطمة وأرضًا محروقة".