مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
وضع خبراء تصوّرات لطريقة تعامل الغرب مع التهديدات الاستخبارية الإيرانية؛ إذ يتراوح السيناريو المتوقع بين توجيه "ضربة اللاعودة" لإيران، أو الوصول إلى صفقة عبر سياسة "الصدمات".
وأوضح الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الشبكات الاستخباراتية الإيرانية تزيد من التوتر القائم بين إيران والغرب، وتعزز التوجه الأمريكي الأوروبي الذي يقوده الرئيس دونالد ترامب، باتجاه تنفيذ ضربة اللاعودة، التي لن تستهدف فقط البرنامج النووي الإيراني، بل قد تطال النظام نفسه.
في المقابل، تشير آراء أخرى إلى أن "نشاط خلايا التجسس الإيرانية، قد يُقابَل بسياسة الصدمات من جانب أوروبا والولايات المتحدة، عبر فرض مزيد من العقوبات والضغوط القصوى بقرارات وتشريعات موسعة، تمهيدًا لجرّ طهران إلى صفقة اقتصادية يسعى إليها ترامب".
وكانت كل من بريطانيا والولايات المتحدة و12 دولة حليفة من بينها فرنسا، قد نددت بما وصفته بـ"تصاعد مؤامرات الاغتيال والخطف والإيذاء التي تديرها أجهزة المخابرات الإيرانية ضد أفراد في أوروبا وأمريكا الشمالية".
وقالت الدول في بيان مشترك: "نحن متحدون في رفض محاولات المخابرات الإيرانية لقتل وخطف وإيذاء أفراد داخل أراضينا، في انتهاك واضح لسيادتنا".
وقال الباحث في الشأن الإيراني هاشم سليمان، إن "هناك دورا نشطا تقوم به المخابرات الإيرانية، يشمل التخريب والتجسس وتشكيل خلايا اغتيال تستهدف المعارضين الإيرانيين، خصوصا في المدن الأوروبية وأمريكا الشمالية؛ ما يعزز التوجه نحو ضربة قاسية تقودها واشنطن بمشاركة أوروبية".
وأضاف سليمان لـ"إرم نيوز"، أن "ضربة اللاعودة ستكون المرحلة التالية التي يسعى ترامب إلى تنفيذها، بعد اختباره ردود الفعل الإيرانية في حرب الـ12 يوما؛ ما كشف عن ثغرات في منظومة الدفاع الإيرانية، بما في ذلك الأنظمة التي كانت طهران تروج لها كمفاجآت إستراتيجية".
ورأى أن "تصعيد نشاط خلايا إيران في الغرب يشكّل استفزازا لن تصمت أمامه القوى الغربية، خاصة أن ترامب يعمل على ضمان مشاركة أوروبية في أي عملية عسكرية، كي لا يتم تقديمها لاحقا كتحرك أميركي منفرد".
وأشار سليمان، إلى أن المحادثات التي أجرتها الترويكا الأوروبية أخيرا مع إيران ستمنح ترامب أرضية للوقوف على ما تم تحقيقه دبلوماسيا، قبل أن يتخذ قراره النهائي بشأن الضربة أو الصفقة:.
وأضاف أن "إيران حتى الآن لا تدرك أن الحرب المقبلة لن تكون كالتي سبقتها، بل ستكون موجهة ضد النظام ذاته، وليس فقط ضد البرنامج النووي".
من جانبه، رأى الخبير في الشؤون الدولية عاطف زهران، أن "خلايا التجسس الإيرانية، إلى جانب ملاحقة منشقين ومعارضين في الغرب، تُشكّل أحد أوجه الحرب الباردة القائمة حاليا، وسيتم التعامل معها من خلال سياسة الصدمات، وفرض أقصى درجات الضغط".
وقال زهران لـ"إرم نيوز"، إن "حرب التجسس بين إيران والغرب ليست جديدة، وقد ظهرت بوضوح في حرب الـ12 يوما، عندما تم اختراق الداخل الإيراني عبر معلومات قدمتها خلايا تعمل لصالح دول غربية، وليس فقط لصالح واشنطن أو تل أبيب".
ويضيف أن "هذه الحرب الاستخباراتية تتزامن مع خطوات تفاوضية يقودها ترامب لصياغة اتفاق اقتصادي جديد مع إيران، بدعم أوروبي، لكنه يهدف إلى منح واشنطن الحصة الكبرى في السوق الإيرانية، مقابل حصة محدودة للأوروبيين، كما حاول في ولايته الأولى".
ورأى زهران، أن "الضغط على إيران مستمر، لكن من المستبعد أن يتطور إلى حرب شاملة في الداخل الإيراني. السيناريو المرجح هو تكثيف الضغوط والصدمات إلى حين الوصول لاتفاق يحقق شروط ترامب".
وتابع: "الرئيس الأمريكي يقود هذا المسار بمشاركة أوروبية تحت مظلة تفاهمات تم التوصل إليها داخل حلف الناتو، على خلفية التنسيق في ملفات الصين وروسيا، ومن الطبيعي أن يكون الملف الإيراني جزءا من هذا الترتيب، مع ضمان أمن إسرائيل وتحقيق المكاسب الاقتصادية من طهران".