رغم ضربات إسرائيل وأمريكا.. إيران تلوح بإعادة بناء المنشآت النووية

كشفت إيران أنها لا تزال تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم، على الرغم من الضربات الأمريكية والإسرائيلية، وأنه بمقدورها استئناف برنامجها النووي إذا أرادت ذلك، في تحد لواشنطن التي هددت باستهداف أي محاولة لترميم المشروع النووي الإيراني.

وأكد وزير الخارجية عباس عراقجي، أن إيران لم تفقد قدراتها في برنامج التخصيب، بل لديها الكثير من العلماء والفنيين القادرين على إعادة تشغيل المنشآت النووية في أي وقت، رغم الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة.

ولوّح عراقجي بإعادة بناء البرنامج النووي الإيراني قائلاً: "يمكن إعادة بناء المباني، ويمكن استبدال الآلات؛ لأن التكنولوجيا متوفرة. لدينا وفرة من العلماء والفنيين الذين كانوا يعملون في منشآتنا".

واستدرك في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" قائلاً: "لكن متى وكيف نستأنف تخصيب اليورانيوم، يعتمد على الظروف"، على حد تعبيره.

وضربت الولايات المتحدة 3 مواقع نووية إيرانية رئيسة، فيما دمرت إسرائيل جزءا كبيرا من دفاعاتها الجوية، واغتالت كبار القادة العسكريين، وقتلت ما لا يقل عن 13 عالما نوويا وأكثر من ألف شخص، وفقا لأرقام نشرتها طهران. بينما تزعم إسرائيل أنها قتلت 30 مسؤولا أمنيا رفيع المستوى و11 عالما نوويا بارزا، بحسب الصحيفة.

الحل الرابح

وأكد عراقجي أن طهران ترفض مواصلة المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ما لم تقدّم واشنطن تعويضا عن الضرر الذي سببه القصف، مستبعدا وجود حل عسكري دائم للملف.

وكشف أنه تبادل مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الرسائل، خلال الحرب وبعدها، حيث أكد الإيرانيون للأمريكيين ضرورة التوصل إلى "حل رابح للطرفين" لإنهاء المواجهة المستمرة منذ سنوات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

واستطرد قائلا: "الطريق إلى التفاوض ضيق، ولكنه ليس مستحيلا. عليّ إقناع قياداتي بأنه إذا لجأنا إلى التفاوض، فإن الطرف الآخر سيأتي بعزم حقيقي على التوصل إلى صفقة مُربحة للجميع".

انعدام الثقة

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد، خلال لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن أي إعادة تشغيل للمنشآت النووية الإيرانية "فسيتم التعامل معه فورا".

وفي إشارة إلى التحديات التي تواجه استئناف الدبلوماسية، قال عراقجي إن الحرب قد عززت المقاومة المتزايدة للمفاوضات داخل المؤسسة الحاكمة في إيران، بالإضافة إلى دعوات من البعض في الجمهورية الإسلامية لتسليح برنامجها النووي.

وشدد على أن الحرب زادت من انعدام الثقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي انسحب خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران عام 2015 مع إدارة أوباما وقوى عالمية أخرى.