قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، تبريراً مغلفاً بالتهديد، بعد إصداره أمراً بنشر غواصتين نوويتين قرب روسيا، حسب وصفه، لافتاً إلى أن ذلك جاء بعد تلقيه تهديداً من رئيس روسي سابق.
وأعلن ترامب، في وقت سابق، أنه أمر بنشر غواصتين نوويتين "في أماكن مناسبة" قرب روسيا، بعد تصريحات حادة أطلقها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، اعتبرها ترامب تحمل تهديداً نووياً.
يأتي ذلك بعد أسابيع من إشادة ترامب بقدرات الغواصات النووية الأمريكية، التي قال في منشور سابق، في 23 يونيو/ حزيران الماضي، خلال حرب إسرائيل وإيران، إنها "أقوى الأسلحة وأكثرها فتكاً على الإطلاق، وقد أطلقت للتو 30 صاروخ توماهوك وجميعها أصابت هدفها بدقة متناهية".
وكان ترامب حينها يردّ كذلك على تهديد روسي سابق، على لسان ميدفيديف ذاته، بتزويد إيران برؤوس نووية، في تدوينة شمل مضمونها العام "رسالة ردع" لربما، بحسب مراقبين.
وقال موضحاً: "استنادًا للتصريحات الاستفزازية للغاية التي أدلى بها الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف.. فقد أمرت بتمركز غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسبًا لاحتمال أن تكون هذه التصريحات الطائشة والمستفزة أكثر من مجرد كلمات".
وأضاف ترامب: " الكلمات لها أهمية كبيرة، وغالبًا ما تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، وآمل ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!".
وكان ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي حالياً، قد انتقد مهلة ترامب لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلاً إن قرار الرئيس الأمريكي "خطوة نحو الحرب".
وشدد ميدفيديف على أن "روسيا ليست إسرائيل أو إيران، وإن لغة الإنذارات لا تنفع معها"، وهو ما وصفه ترامب، الخميس، بأنه "منطقة تصريحات خطرة".
وقال ترامب، في أحدث ردّ على ميدفيديف: "علينا أن نكون حذرين، فقد تم توجيه تهديد لنا من طرف رئيس روسي سابق، ووجب علينا نشر الغواصتين النوويتين. وسنحمي شعبنا".
وأضاف: "ميدفيديف قال بعض الأمور السيئة للغاية بشأن النووي. وأي طرف يتحدث عن السلاح النووي يدفعنا للاستعداد".
ولم يذكر ترامب أي تفاصيل عن الغواصات النووية التي أمر بنشرها، ومن النادر جداً أن يعلّق مسؤولو الدفاع أو يكشفوا عن مواقع الغواصات، نظرًا للطبيعة السرّية العالية لتحركاتها ومهامها، وفق "فوكس نيوز".
وكشفت البحرية الأمريكية أنها حولت 4 غواصات من فئة "أوهايو" إلى غواصات مزودة بصواريخ موجهة، لتنفيذ هجمات تقليدية على أهداف برية، بالإضافة إلى دعم عمليات القوات الخاصة. والغواصات الأربع هي: أوهايو، وفلوريدا، وميشيغان، وجورجيا.
وكان ترامب قد أعلن سابقاً، أنه سيفرض رسوماً جمركية "قاسية" على روسيا في حال فشلت موسكو في التوصل إلى اتفاق سلام خلال 50 يومًا. إلا أنه صرح يوم الاثنين بأن الانتظار لهذه المدة لم يعُد مجديًا، لأن المفاوضات استمرت في التباطؤ لأشهر.
وقال ترامب للصحفيين خلال زيارته اسكتلندا يوم الاثنين: "سأحدد موعدًا نهائيًا جديدًا، في حدود 10 أو 12 يوماً من اليوم. لا يوجد سبب للانتظار. كانت 50 يومًا. أردت أن أكون كريمًا، لكننا لا نرى أي تقدم يُحرز".
وردّاً على ذلك، اتهم ميدفيديف الرئيس الأمريكي بأنه يمارس "لعبة الإنذارات"، قائلاً في تدوينة عبر حسابه في منصة "إكس" يوم الاثنين: "ترامب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا: 50 يومًا أو 10...".
وأضافك "عليه أن يتذكر أمرين: 1. روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران. 2. كل إنذار جديد يُمثل تهديدًا وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده".
ويأتي الموعد النهائي الجديد الذي أعلنه ترامب وسط تزايد الإحباط من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في ظل تعثر التقدم نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا، وبعد أيام فقط من إطلاق روسيا أكثر من 300 طائرة بدون طيار و4 صواريخ "كروز" و3 صواريخ باليستية على أوكرانيا، وفقاً للقوات الجوية الأوكرانية.