كشف عضو بارز في الحزب الجمهوري، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لفرض عقوبات "الصدمة والرعب" على الصادرات الروسية.
وقال السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية النافذة في مجلس الشيوخ، لصحيفة "تلغراف" البريطانية، إن ترامب سيفي بوعده بفرض عقوبات اقتصادية مُرهِقة على شركاء موسكو التجاريين بحلول 8 أغسطس/ آب.
وخفّض الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع مهلة فرض أشدّ العقوبات على روسيا حتى الآن على خبراء النفط، مانحًا فلاديمير بوتين 10 أيام للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف ريش: "عندما تُفرض عقوبات ثانوية، وإذا فُرضت، فسيكون ذلك بمثابة صدمة ورعب"، مضيفًا أن "الأمور ستتغير جذريًا" نتيجةً لذلك.
عملاء النفط الروسي
وكانت العقوبات الثانوية، التي اختصرت الإطار الزمني السابق الذي حدده الرئيس بـ50 يوما، من المقرر أن تفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على مشتري النفط الروسي، حيث إن أكبر العملاء هما الهند والصين.
ومع ذلك، بدا أن ترامب قد خفف من وطأة تعهده يوم الأربعاء، معلنًا فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الهند.
وكتب على موقع "تروث سوشيال": "لطالما اشترت الهند غالبية معداتها العسكرية من روسيا، وهي أكبر مشترٍ للطاقة من روسيا، إلى جانب الصين، في وقتٍ يطالب فيه الجميع روسيا بوقف أعمال القتل في أوكرانيا - هذه أمورٌ لا تبشر بالخير!".
وبالتالي، فإن الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25%، بالإضافة إلى غرامة على ما سبق، بدءًا من الأول من أغسطس/ آب.
وذكرت الصحيفة أن هذه التعريفة الجمركية بنسبة 25% تُعدّ انخفاضًا آخر بعد مشروع قانون مدعوم من الجمهوريين اقترح في البداية فرض تعريفات جمركية بنسبة 500% على روسيا وحلفائها، الذي عدّله ترامب لاحقًا إلى 100%.
ويتكوف إلى روسيا
ومن المتوقع أن يزور ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، روسيا في الأيام المقبلة. وصرح ترامب للصحفيين: "إنه ذاهب إلى روسيا، صدقوا أو لا تصدقوا"، قبل أن يصف الضربات الروسية الأخيرة على كييف بأنها "مثيرة للاشمئزاز".
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" إنه اطلع على بيانات داخلية تكشف الخسائر الكارثية التي تكبدتها روسيا.
وقال: "علمتُ للتو أن ما يقرب من 20 ألف جندي روسي لقوا حتفهم هذا الشهر في الحرب السخيفة مع أوكرانيا. لقد خسرت روسيا 112,500 جندي منذ بداية العام"، واصفًا هذا العدد بأنه "عدد كبير من الوفيات غير الضرورية".
وأضاف أن أوكرانيا خسرت 8000 جندي منذ بداية العام، مضيفًا أن هناك أيضًا خسائر في صفوف المدنيين نتيجة سقوط الصواريخ الروسية على كييف وأجزاء أخرى من البلاد. وأردف: "هذه حرب ما كان ينبغي أن تحدث أبدًا - إنها حرب بايدن، وليست حرب ترامب. أنا هنا فقط لأرى إن كان بإمكاني إيقافها!".
تعويض الإمدادات الروسية
وفي حين أكد ترامب أنه سيمضي قدمًا في فرض عقوبات جديدة، أقر بأنها قد لا يكون لها تأثير يذكر على عقلية بوتين. وقال: "لست متأكدًا من أنها تزعجه أو إن كان لها أي تأثير، لكننا سنفعل ذلك".
وبناءً على الأرقام، فإن فرض عقوبات شاملة على صادرات النفط الروسية قد يُعطّل إمدادات النفط العالمية، نظرًا لأن موسكو تُصدر 4.5% من النفط الخام العالمي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وأكد ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة يوم الثلاثاء، أنه لا يشعر بالقلق إزاء أي فوضى محتملة في سوق النفط، متعهدًا بزيادة الإنتاج المحلي لتعويض أي تأثير.
وفي معرض حديثه عن عدم استجابة بوتين للتحذيرات الأمريكية بشأن العقوبات الثانوية، قال السيناتور ريش: "لقد ارتكب العديد من الأخطاء، لكن هذه قد تكون أكبر خطأ حتى الآن".
