رأى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود جديد؛ بسبب نزاع قديم يتمثل في شكل الهدنة.
وبيّنت أنه في حين سعت حركة حماس، على مدار 18 شهرًا، إلى هدنة دائمة تسمح لها بالاحتفاظ بنفوذها في القطاع ما بعد الحرب، أصرت إسرائيل على هدنة مؤقتة تسمح لها بتجديد جهودها الفاشلة لهزيمة حماس، وهو تباين واسع أعاق جهود إنهاء الحرب.
وأكدت الصحيفة أن ذلك الاختلاف الجوهري يُمثل عقبة رئيسة أمام هدنة جديدة في القطاع، موضحة أنه بعد موجة وساطة متجددة من ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، وفريقه، الأسبوع الماضي، سعت حماس إلى ضمانات أقوى بأن أي وقف إطلاق نار جديد سيتطور إلى وقف دائم للأعمال العدائية.
وذكرت أنه رغم أن الاتفاق الجديد المقترح سيستمر رسميًا 60 يومًا، فإن حماس دفعت باتجاه بند يضمن "استمرار المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق دائم"، بحسب الصحيفة، التي لفتت إلى أن تلك الصياغة تسمح بتمديد وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى، وهو ما يُبدد آمال إسرائيل في العودة إلى القتال.
وأشارت الصحيفة إلى أن طلب حماس قوبل برد فعل مألوف من إسرائيل؛ إذ قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان، إن "رد حماس غير مقبول بتاتًا، ويُمثل خطوة إلى الوراء".
واعتبرت الصحيفة أن النسخة الجديدة من نزاع قديم لم تُفضِ إلى انهيار المفاوضات فورًا؛ فقد أصدرت مصر وقطر، الوسيطان العربيان الرئيسان، بيانًا مشتركًا يوم أمس الأحد تعهّدتا فيه "بتكثيف الجهود لتذليل العقبات التي تواجه المفاوضات".
ورغم إدانة ويتكوف رد حماس، عندما قال إنه "لن يؤدي إلا إلى إعادتنا إلى الوراء"، ألمح على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن المحادثات حول تفاصيل الهدنة يمكن أن "تبدأ فورًا خلال الأسبوع المقبل" إذا خففت الحركة من موقفها.
وبينما أعلنت حماس لاحقًا استعدادها "لبدء جولة مفاوضات غير مباشرة فورًا للتوصل إلى اتفاق حول نقاط الخلاف"، اشترطت أن تؤدي المفاوضات إلى "وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل لقوات الاحتلال".
وأكدت الصحيفة أن الرهان يبقى على استعداد الولايات المتحدة لدفع إسرائيل وحماس للتوصل إلى حل وسط، لافتة إلى أنه من الصعب التنبؤ بحدوث انفراجة وشيكة ما لم يتجاوز أحد الجانبين الخطوط الحمراء، التي رسمها باستمرار منذ الأسابيع الأخيرة من عام 2023.
وبينما يواجه المدنيون الفلسطينيون في غزة صعوبات متزايدة، وسط استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية، ونقص واسع النطاق في الغذاء، وبداية فوضوية لبرنامج جديد لتوزيع المساعدات بدعم إسرائيلي، قد ينهار ائتلاف بنيامين نتنياهو إذا وافق على إنهاء الحرب.
وإذا استمرت الحرب، فهناك مخاوف متزايدة من أن عددًا كبيرًا من جنود الاحتياط، الذين يشكلون جل تعداد الجيش، سيرفض الخدمة بالوتيرة نفسها أو لفترات طويلة، ما سيُصعِّب على القيادة العسكرية الإسرائيلية توفير الطواقم للعمليات البرية، ناهيك عن تنفيذ احتلال كامل يتطلب عشرات الآلاف من الجنود للاستمرار فيه.