أكد خبراء ومختصون أن حماس لن تتجاوب مع الدعوات الفلسطينية والإقليمية والدولية المتزايدة لتسليم سلاحها كأحد شروط إسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة؛ لأن ذلك قد يؤثر على علاقات الحركة الإقليمية ومستقبلها.
وتشترط إسرائيل نزع سلاح حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، الأمر الذي تعتبره الحركة غير قابل للنقاش، في حين تطالب أطراف فلسطينية الحركة بالقبول بذلك، على اعتبار أن سلاحها لم ينجح في حماية سكان القطاع.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال اجتماع عبر الفيديو مع وزراء خارجية عرب، أمس الأحد، حركة حماس بتسليم سلاحها، والانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية بعد قبول برنامجها السياسي.
ويرى الخبير في الشأن السياسي، محمد هواش، أن "حماس لن تقبل إلا بتجميد سلاحها في غزة، والتوقف عن تطوير قدراتها العسكرية"، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون مرهونًا بالتوصل إلى اتفاق سياسي مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال هواش، لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذا الخيار يمثل حلًا مرضيًا بالنسبة للحركة وقادتها العسكريين والسياسيين"، مبينًا أن حماس قد تقبل بانخراط عناصرها في أجهزة أمنية رسمية، وبسلاح رسمي متفق عليه إقليميًا ودوليًا.
وأضاف أن "الحركة تتمسك بسلاحها على اعتبار أنه سيمكنها من فرض شروطها على المجتمع الدولي والمنطقة، وما تبحث عنه اتفاق سياسي يضمن استمرار حكمها للقطاع"، مؤكدًا أن حماس في أي اتفاقٍ مُرضٍ لها ستقبل بنزع سلاحها.
وأشار إلى أن "الحركة تدرك صعوبة نزع سلاحها نظرًا لعدم معرفة أي طرف بطبيعته، أو ما تبقى منه بسبب الحرب في غزة"، مشددًا على أن "الحل الأمثل لإسرائيل ولجميع الأطراف القبول بفكرة تجميد النشاط العسكري لحماس".
وبحسب هواش، فإن "حماس تواجه معادلة معقدة تتعلق بسلاح الفصائل الموالية لها في غزة، وبالتالي هي بحاجة لتوافق مع تلك الفصائل فيما يتعلق بأي اتفاق بشأن السلاح في القطاع".
وقدّر بأنه "من الصعوبة ترويض الفصائل الأخرى لقبول هذا الشرط".
من جانبه، يرى المحلل السياسي، كمال الأسطل، أن "حماس غير مستعدة في الوقت الحالي للتعاطي مع فكرة نزع سلاحها لثلاثة أسباب رئيسية؛ الأول إدراكها أهمية وجوده لفرض نفسها على الساحة الإقليمية والدولية والسياسية".
وأضاف الأسطل، لـ"إرم نيوز"، أن "السبب الثاني يتمثل في رغبة حماس بالحصول على اتفاق سياسي مقابل أي تفاهمات يمكن التوصل إليها بشأن مستقبل سلاحها"، مشددًا على أن الحركة لن تتنازل عن السلاح دون ضمانات لمستقبلها.
وقال إن "هذا الأمر يحتاج لاتفاق شامل يشبه اتفاق أوسلو الذي جرى التوصل إليه بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية"، مبينًا أن "مثل هذا الاتفاق يواجه الكثير من العقبات، علاوة على أنه سيكون مرفوضًا فلسطينيًا".
وبين الأسطل أن السبب الثالث يتمثل في إمكانية أن يؤدي أي قرار بشأن التخلي عن سلاح الجناح المسلح لحماس إلى انقسامات كبيرة داخل الحركة، خاصة بين القيادتين السياسية والعسكرية، لافتًا إلى أن هذا السبب أكثر ما يثير قلق الحركة.
وختم بالقول: "بتقديري أن حماس ستناور لآخر لحظة فيما يتعلق بسلاحها، وستحاول الترويج لفكرة تجميد التطوير العسكري لجناحها المسلح كخيار أنسب"، مبينًا أن إسرائيل لن تقبل إلا بجعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح.