"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
تباينت آراء الخبراء والمختصين فيما يتعلق بمصير المحادثات بين إسرائيل وحركة حماس التي يديرها الوسطاء الإقليميون والدوليون، خاصة أن الحركة ستسلم خلال ساعات ردها على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، وسط حديث عن فجوة جوهرية تتمثل بمطلب إسرائيلي يُصر على تسليم الحركة السلاح.
ويتضمن المقترح الأخير شرطًا يتعلق بقبول حماس التخلي عن سلاح جناحها المسلح، إلى جانب تسليم عدد من الرهائن والمحتجزين، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين واستئناف إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وعبرت الحركة رسميًّا عن رفضها التخلي عن سلاح جناحها المسلح، إلا أنها أكدت النظر بجدية ومسؤولية فيما قدمه الوسطاء للعودة لوقف إطلاق النار في غزة، في حين يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بمختلف مناطق القطاع.
ويرى الخبير في الشأن السياسي أحمد عوض، أن "الأمور المتعلقة بالتهدئة بين إسرائيل وحماس تبدو غامضة، ولا تبشر بخير"، مشيرًا إلى أن مطلب إسرائيل المتعلق بنزع سلاح الجناح المسلح للحركة لا يمكن أن يتحقق.
وقال عوض، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس لا يمكن أن توافق على هذا المطلب إلا في إطار حل سياسي كبير، رغم الإصرار الإسرائيلي عليه"، مشيرًا إلى أن هناك فجوات بالمواقف الفلسطينية والإسرائيلية بشأن المرحلة المقبلة.
وأوضح أن "إسرائيل تريد فقط تبادل الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية، في حين تبحث حماس عن أفق سياسي إلى جانب المساعدات وإعادة الإعمار"، مبينًا أن إسرائيل لا تريد الموافقة على التوصل لاتفاق نهائي أو الانسحاب من غزة.
وأضاف أن "المفاوضات غامضة وتحتاج لجهود من الوسطاء لتحريكها، خاصة أن إسرائيل ماضية بعملياتها العسكرية، والحرب بالنسبة لها استثمار وخيار حقيقي ولا تريد التراجع عنه إلا باستسلام حركة حماس"، وفق تقديره.
وتابع "إذا بقيت الأمور بهذه الطريقة فإن العملية العسكرية ستتوسع أكثر فأكثر، وستكون أكثر شدة وسيكون الدمار أكبر وسيتم منع المساعدات بشكل كبير جدًّا"، لافتًا إلى أن السيناريو الأقرب للتحقق هو انهيار المفاوضات وارتفاع وتيرة القتال.
ويرى الخبير في الشأن السياسي، طلال عوكل، أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد وقف الحرب، ولا يهتم كثيرًا بالرهائن"، لافتًا إلى أن ضغوط الوسطاء والولايات المتحدة مكثفة من أجل دفعه للقبول بوقف الحرب.
وقال عوكل، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تواصل حربها المفتوحة على غزة لتهجير سكانها، خاصة أن المستقبل السياسي لنتنياهو وائتلافه الحكومي مرهون باستمرارها"، متابعًا "في حال أجبر نتنياهو على وقفها فإنه سيعمل على خلق الذرائع لفتح جبهة قتال أخرى".
ولفت إلى أنه "في هذه الحالة سيكثف عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية في الضفة الغربية، على اعتبار أنها منطقة ذات أولوية بالنسبة للأحزاب اليمينية"، مضيفًا أن "الشروط التي طرحها مؤخرًا غير مقبولة لدى حماس وتهدف لزيادة الضغط عليها".
وأوضح عوكل أن "نتنياهو يعمل على استغلال المهلة التي منحها له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكسر إرادة حماس والفصائل المسلحة"، قائلًا: "بتقديري ما سيتم التوافق عليه هو تهدئة لا تنهي الحرب، خاصة أن الجيش الإسرائيلي يتوسع بحذر في عملياته؛ تجنبًا لأي خسائر بشرية".
وختم المحلل السياسي: "بتقديري الحرب في غزة لن تتوقف إلا في سياق إما التوسع نحو حرب إقليمية، وإما في إطار صفقة شاملة يريدها الرئيس الأمريكي تحقق بشكل أساس أهداف الولايات المتحدة في المنطقة"، على حد تعبيره.