يرى خبراء في الشأن الإسرائيلي، أن قضية التسريبات المتعلقة بعملية "أرنون" الخاصة بتحرير أربعة من الرهائن من مخيم النصيرات بقطاع غزة، العام الماضي، سيكون لها تأثير كبير على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، القضية بـ"الخطيرة والفضيحة، والتي تتضمن تسريب موظفة في جهاز الشاباك معلومات حساسة عن العملية، التي أدت لتحرير 4 من الرهائن، وهي العملية الوحيدة التي نجحت في تحرير رهائن إسرائيليين من غزة.
تفاصيل الفضيحة
وقالت الصحيفة، إن "موظفة في جهاز الشاباك تخضع للإقامة الجبرية المنزلية بشبهة قيامها بتسريب تفاصيل عملية "أرنون"، قبل تنفيذها"، مبينًة أن الموظفة قامت بمشاركة معلومات سرية مع شقيقها وزوج شقيقتها، تتعلق بالعملية.
ولفتت إلى أن "الشخصين نقلا المعلومات لشخص ثالث، والذي سرّبها لاحقًا، حتى وصلت في النهاية إلى إحدى مجموعات "تيليغرام"؛ الأمر الذي كاد أن يؤدي إلى إفشال العملية وتعريض حياة الجنود والأسرى لخطر حقيقي".
وأضافت، أن "القضية تعد من أخطر حوادث التسريب داخل جهاز أمني رفيع مثل الشاباك، وتثير مخاوف كبيرة بشأن الرقابة الداخلية والثقة الأمنية في واحدة من أكثر المهمات حساسية التي نفذتها إسرائيل خلال الحرب"".
حرب قانونية وسياسية
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، يونس الزريعي، أن "التسريب الجديد وبالرغم من أنه فضيحة مدوية بالنسبة لإسرائيل وأجهزتها الأمنية؛ إلا أنه يرتبط بشكل وثيق بالحرب القانونية والسياسية الدائرة بين رئيس الشاباك رونين بار ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".
وقال الزريعي، لـ"إرم نيوز"، إن "كشف تفاصيل القضية للرأي العام الإسرائيلي هدفه إضعاف التعاطف الشعبي والمؤسساتي مع بار بصفته المسؤول الأول عن الجهاز وأخطاء موظفيه"، مبينًا أن ذلك يهدف لإزاحة نظر الجمهور عن قضايا أخرى أكثر حساسية.
وأوضح أن "حكومة نتنياهو تعمل على صرف نظر الجمهور الداخلي في إسرائيل عن سلسلة من القضايا التي يحقق بها الشاباك الإسرائيلي، خاصة ما يتعلق بالرشاوى والتمويل الخارجي لمسؤولين بمكتب رئيس الوزراء".
وأضاف "يبدو أن نتنياهو يريد وضع رئيس الشاباك في موقف محرج للغاية، يمكنه في وقت لاحق من إقالته دون أي اعتراض من قبل أي جهة كانت"، متابعا "الأمر لا يعدو كونه تشهيرا برئيس الشاباك"، وفق تقديره.
ولفت إلى أن "العملية كانت بالشراكة بين جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي، وكانت ناجحة جدا بمقاييس كلا الجانبين"، في إشارة إلى أن ما يجري هو عملية تصفية حسابات بين رئيس الشاباك ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
حملة يمينية
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، أن "الفضيحة الحالية للشاباك هدفها شيطنة الجهاز ورئيسه رونين بار"، لافتا إلى أن اليمين الإسرائيلي يقود حملة من أجل إضعاف الجهاز وإظهاره بصورة سلبية.
وقال منصور، لـ"إرم نيوز"، إن "هذه القضية وأي تسريبات عن رئيس الشاباك جزء من هذه الحملة، التي يريد من خلالها اليمين الإسرائيلي إقالة بار"، لافتا إلى أن نتنياهو يريد إضعاف الأجهزة الأمنية وإعادة صياغتها وفق توجهاته.
وأردف، أن "نتنياهو يحاول دائما استغلال توصيات الأجهزة الأمنية لتحقيق أهدافه السياسية والشخصية، ومن الواضح أنه المستفيد من هذه الفضيحة هو رئيس الوزراء الإسرائيلي"، متابعا "نتنياهو المستفيد الأول من إضعاف الشاباك".
وبين أن "إقناع الجمهور الإسرائيلي بأن أهم جهاز أمني لديه مسيس وعليه الكثير من الخلافات وعلى رئيسه الكثير من التحفظات سيؤدي لتحميلهم جزءا كبيرا من المسؤولية عن الإخفاقات المتعلقة بهجوم حركة حماس في أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
وشدد الخبير السياسي على أن "خطة اليمين الإسرائيلي ونتنياهو ستؤدي إلى إضعاف محاولات الأجهزة الأمنية كبح جماح اليمين الإسرائيلي"، وفق تقديره.