قال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ناقش مع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، الجمود في المفاوضات مع حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى في غزة، وسط مؤشرات على تحوّل محتمل في الاستراتيجية من اتفاق مرحلي إلى اتفاق شامل.
وأوضح المسؤول أن "نتنياهو وويتكوف ناقشا إمكانية الانتقال من اتفاق تدريجي جزئي إلى اتفاق شامل"، مشيرًا إلى أن "تفاهمًا" بدأ يتبلور بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مفاده أن الموقف الرافض من جانب حماس يستدعي التوجّه نحو اتفاق يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاح حماس، وإخلاء قطاع غزة من الأسلحة.
ونقلت صحيفة "إكسيوس"، عن مسؤول إسرائيلي كبير ومصدرين مشاركين في المفاوضات قولهم، إن هذا التحول لم يُحسم بعد، وإن الاتفاق الجزئي، الذي ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق 10 رهائن أحياء و18 رهينة متوفين، لا يزال مطروحًا على الطاولة.
وقال أحدهم: "نحن عند مفترق طرق، حماس تتباطأ ولا تتجاوب، لكن هذا قد يتغير قريبًا".
وخلال اجتماع مطوّل استمر ساعتين، في تل أبيب، أبلغ ويتكوف عائلات الرهائن أن أي اتفاق لإنهاء الحرب يجب أن يتضمن نزع سلاح حماس.
وقال: "أعلنت حماس استعدادها لنزع سلاحها، ولكن حتى مع ذلك، نحن قريبون جدًا من حل". ونفت حماس لاحقا استعدادها لنزع سلاحها.
وبحسب بيان صادر عن العائلات وتسجيلات من الاجتماع، قال ويتكوف إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يدعم الآن مقاربة "الكل أو لا شيء"، موضحًا: "نعتقد أنه يجب استعادة جميع الرهائن دفعة واحدة، الصفقات الجزئية لم تعد تنجح، لدينا خطة لذلك ونؤمن بأنها ستنجح".
واعترف ويتكوف خلال اللقاء بأنه لا يحمل "أخبارًا مثالية"، لكنه عبّر عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق، دون أن يكشف عن تفاصيله.
وقال أحد أفراد العائلات الذين حضروا اللقاء: "ويتكوف استمع طويلاً لكل من أراد التحدث. لم نعتد على عقد اجتماعات كهذه مع مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيلية".
وبحسب "أكسيوس"، فإن ويتكوف لعب دورًا أساسيًا إلى جانب إدارة ترامب في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني، والذي أفضى إلى إطلاق سراح 33 رهينة.
ووأضافت الصحيفة أن الاتفاق كان يهدف إلى تمهيد الطريق نحو صفقة شاملة لإنهاء الحرب، لكن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية من جانب واحد في مارس/آذار دون إحراز تقدم.
وبينما دعم ترامب بدايةً مقاربة نتنياهو التدريجية لأسباب سياسية داخلية، إلا أنه، وفقًا لمصادر "أكسيوس"، لم يكن مقتنعًا تمامًا بنجاعة هذا المسار، وبدأ مؤخرًا يميل نحو خيار الاتفاق الشامل.
وفي اجتماع مع عائلات الرهائن، أوضح وزير الخارجية ماركو روبيو، أن ترامب لا يزال لا يعتقد أن النهج التدريجي هو النهج الصحيح، وألمح إلى أنه قد يكون الوقت قد حان لاستكشاف نهج أكثر شمولاً لإنهاء الحرب وتحرير جميع الرهائن المتبقين.
وردّت حركة حماس على تصريحات ويتكوف، التي نُشرت في وسائل إعلام إسرائيلية، مؤكدة أنها ترفض نزع سلاحها قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
