هل بدأ المزاج الأمريكي يتغير؟.. ترامب نفسه من منح نتنياهو أعظم هداياه السياسية يتحدث، اليوم، بنبرة حادة لم يعتدها الحلفاء.
في الغرف المغلقة، كشف مسؤولان في إدارة ترامب لمجلة "ذا أتلانتيك" أن الرئيس الأمريكي بات يعتقد أن نتنياهو يُطيل أمد الحرب في غزة، ليس لتحقيق نصر عسكري، بل لإنقاذ مستقبله السياسي.
وفي العلن؟ ترامب بدأ يشكّك، صراحة، في الرواية الإسرائيلية حول الوضع الإنساني داخل القطاع، وقالها صراحة: "لا يبدو أن الأطفال هناك يأكلون جيداً".. لكن السؤال الأهم لماذا الآن؟
يقول مطلعون إن ترامب لم يعد يحتمل استمرار حرب تُشوّه صورته، وتضعف سرديته التي طالما تباهى بها "السلام في الشرق الأوسط"، والتغيير لا يقتصر على ترامب وحده.. داخل الحزب الجمهوري، يعلو صوت جناح انعزالي صاعد يُعبّر بوضوح عن اشمئزازه من الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.
حتى مارجوري تايلور غرين، النائبة اليمينية المتطرفة، وصفت ما يحدث في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، واتهمت إسرائيل بقتل الأبرياء، بل حتى المسيحيين.
ترامب قالها لمتبرع يهودي كبير :"شعبي بدأ يكره إسرائيل"، وفي استطلاعات الرأي الأخيرة بدأ الدعم الجمهوري لإسرائيل يتهاوى خاصة بين الشباب.
لكن الأخطر؟ أن الاتهامات التي يُطلقها ترامب، اليوم، لو جاءت من أي سياسي آخر لاعتُبرت، فوراً، "معاداة للسامية"، أما الآن فهي تصدر من أقوى داعم لإسرائيل في التاريخ الأمريكي الحديث.. فهل نحن أمام لحظة تحوّل حقيقية في المزاج الجمهوري؟ وهل تقترب واشنطن من سياسة جديدة لا تنظر لإسرائيل باعتبارها دولةً فوق النقد؟