ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"

logo
العالم العربي

ضغوط ومصالح إقليمية.. من يُقرر مصير القوات الأمريكية في سوريا؟

ضغوط ومصالح إقليمية.. من يُقرر مصير القوات الأمريكية في سوريا؟
وزير الدفاع العراقي ثابت العباسيالمصدر: وسائل إعلام عراقية
08 يونيو 2025، 3:31 ص

أثار تصريح وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي بشأن بقاء قوات التحالف الدولي في إقليم كردستان تساؤلات عن مدى التزام الحكومة باتفاق الانسحاب المقرر، وما إذا كانت المتغيرات الأمنية في سوريا والمنطقة قد تدفع بغداد لإعادة النظر في الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية.

وخلال مقابلة متلفزة، قال العباسي إن "أمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن سوريا، ووجود قوات التحالف في الأراضي السورية يمثل ضرورة استراتيجية لمواجهة بقايا تنظيم داعش، وضمان استقرار الحدود المشتركة".

وأضاف العباسي أن "الحكومة العراقية طلبت من دمشق، عبر تركيا، إغلاق مخيم الهول الذي يضم عائلات عناصر التنظيم الإرهابي"، مؤكداً أن "المخيم لا يزال يشكل تهديداً مباشراً للعراق، في ظل تعثر مفاوضات دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري".

وأوضح الوزير أن "التنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يزال قائماً، ولم تتلقَ بغداد حتى الآن أي إشعار رسمي بشأن تغيير مواعيد الانسحاب المتفق عليها، لكن المتوقع إخلاء بعض المواقع في نهاية سبتمبر/أيلول والانتقال إلى كردستان".

اتفاق بغداد وواشنطن

بدوره، أوضح مصدر في وزارة الدفاع العراقية أن "الأجواء تتجه نحو تمديد مهمة التحالف الدولي بسبب المتغيرات الإقليمية والمخاطر الأمنية التي لم تنته بعد، وعلى رأسها تهديدات تنظيم داعش واستمرار وجود مخيم الهول على الأراضي السورية".

وقال المصدر الذي طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز" إن "التقديرات الأمنية كانت تراهن على استقرار جزئي في سوريا والمنطقة، لكن ما جرى مؤخراً من تحولات ميدانية، أبرزها تقليص الوجود الأمريكي في شرق الفرات، يدفع باتجاه مراجعة مسار الانسحاب وتوقيته".

ويُثير انسحاب القوات الأمريكية من بعض القواعد في سوريا، أبرزها قاعدة حقل العمر وقاعدة الفرات، تساؤلات بشأن قدرة العراق على مواجهة ارتدادات أمنية محتملة، في ظل اعتماده الكبير على الدعم الجوي والاستخباري الأمريكي.

وتعتمد القوات العراقية منذ سنوات على قدرات التحالف الدولي في رصد تحركات داعش، لا سيما في الممرات الصحراوية التي يصعب تغطيتها ميدانياً.

عامل استقرار ضروري

بدوره، يرى الباحث الاستراتيجي، أحمد الشريفي أن "الحديث عن انسحاب كامل للقوات الأمريكية من العراق لا يعكس واقع الحال"، مشيراً إلى أن "معظم الأطراف السياسية، بما في ذلك بعض القوى الحاكمة، تنظر إلى بقاء القوات الأمريكية كعامل استقرار ضروري للنظام السياسي والاقتصادي في البلاد".

وأوضح الشريفي لـ"إرم نيوز" أن "حكومة إقليم كردستان ترى في هذا الوجود ضمانة لحماية مصالحها ونفوذها الداخلي، ووسيلة لتحييد الضغوط القادمة من بعض الأطراف المتحالفة في بغداد".

وأشار إلى أن "تقليص الدعم الجوي والرادار اللذين توفرهما القوات الأمريكية قد يؤثر على فعالية العمليات الاستباقية ضد خلايا التنظيم، لا سيما في مناطق مثل البعاج وجنوب سنجار وغرب الأنبار".

المتغيرات الإقليمية حاضرة

ويمتد الشريط الحدودي بين العراق وسوريا لمسافة تصل إلى نحو 600 كيلومتر، يبدأ من ربيعة في نينوى وصولاً إلى القائم في الأنبار، ويتوزع بين تضاريس معقدة تشمل صحارى مفتوحة وجبالا وعرة، غالباً ما استخدمتها خلايا داعش للتمويه والتنقل.

وتبدي القيادات الكردية والسنية، حذراً من الانسحاب الكامل لقوات التحالف، وتعتبر أن التواجد الأمريكي يشكّل عنصراً ضامناً للاستقرار، خصوصاً في ظل التوتر مع بعض الميليشيات المسلحة، بينما تتباين مواقف القوى الشيعية بين الالتزام بالاتفاقات الموقعة والمطالبة بإنهاء الوجود الأجنبي فوراً.

أخبار ذات علاقة

 قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق

تحسبا لعمليات محتملة.. الجيش الأمريكي يعزز قواته بقاعدتي "عين الأسد" و"القيارة"

المتغيرات الإقليمية

من جانبه، قال الخبير الأمني رياض الجبوري إن "العراق بدأ يدرك تدريجياً أن المتغيرات الإقليمية المتسارعة، خصوصاً بعد حرب غزة وما حصل في سوريا، قد لا تتيح له المناورة أو الضغط على الولايات المتحدة بشأن إخراج قوات التحالف الدولي في الوقت الراهن".

وأضاف الجبوري لـ"إرم نيوز" أن "بغداد باتت أمام واقع أكثر تعقيداً، حيث تفرض مصالح الاستقرار الداخلي والحسابات الإقليمية مساحة أضيق لاتخاذ قرارات حاسمة في ملف الوجود الأجنبي، خاصة مع استمرار الحاجة إلى دعم استخباري وتقني في مواجهة التهديدات".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC