logo
العالم العربي

"وول ستريت جورنال": إسرائيل هي "القوة المسيطرة" في جنوب سوريا

"وول ستريت جورنال": إسرائيل هي "القوة المسيطرة" في جنوب سوريا
قوات إسرائيلية في الجنوب السوريالمصدر: رويترز
06 أبريل 2025، 9:49 ص

كشفت رحلة استغرقت 4 أيام، لمراسلي صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى جنوب  سوريا مدى سيطرة  إسرائيل على المنطقة والتحديات التي تُشكلها؛ ليس فقط للسكان، بل أيضا للدولة السورية الناشئة، التي تُكافح لترسيخ سيطرتها على بلدٍ مُعرّض للتفتت على أسس عرقية وطائفية.

وبحسب الصحيفة، أصبحت إسرائيل، التي تُنشئ مواقع عسكرية وتُقيّد حركة القرويين في منطقة منزوعة السلاح سابقا، القوة المؤثرة و الأهم في جنوب سوريا. وقالت إن استراتيجية إسرائيل الأمنية الجديدة أدت إلى الاستيلاء على الأراضي وإثارة العداء على طول الحدود.

أخبار ذات علاقة

جنود من الجيش الإسرائيلي في إحدى جبهات القتال

إسرائيل ترد على التمدد التركي بـ"خطة أمنية" موسعة في جنوب سوريا

 وعن قرية الحميدية الواقعة على خط المواجهة، قالت الصحيفة: إن هناك زعيما جديدا ليس جماعة المتمردين السابقين الذين أطاحوا بنصف قرن من حكم عائلة  الأسد قبل 4 أشهر، ونصبوا أنفسهم حكّاما لسوريا؛ ولا هو أيٌّ من الميليشيات المسلحة جنوبي العاصمة دمشق، على بُعد حوالي 45 ميلا إلى الشمال الشرقي؛ إنه "إسرائيل"، التي، وسعيا منها لعزل نفسها عن الهجمات عبر الحدود، سيطرت على المنطقة العازلة السابقة للأمم المتحدة في الأراضي السورية، والتي تشمل الحميدية إلى جانب المرتفعات الاستراتيجية القريبة.

وبينت أن موقعا عسكريا إسرائيليا حديث البناء يُراقب القرية، بينما يُدير جنود مراهقون نقاط التفتيش وينتشرون كل يوم عبر دوريات، يتحققون من الهويات ويحدون من حركة القرويين ليلا.

وعلى الحافة الغربية للقرية، على بُعد حوالي ميل واحد خارج السياج الحدودي الإسرائيلي، تُنشئ الجرافات حاجزا عاليا من التربة المضغوطة؛ بعضه يمر عبر ممتلكات أحد مواطني القرية، عيد العلي، الذي كان يراقب بحذر ماعزه ترعى حول السور الترابي، وهي منطقة يحظرها الجنود الإسرائيليون.

ونقلت الصحيفة أحاديث عدد من سكان قرية الحميدية الذين وصفوا كيف أن العائلات لم تتمكن خلال شهر رمضان من زيارة أقاربها في القرى الأخرى لتناول وجبة الإفطار التقليدية؛ وفي مناسبتين أخريين، اضطر شيوخ القرية إلى طلب الإذن من الارتباط العسكري الإسرائيلي للسماح للسكان الذين يحتاجون إلى رعاية طبية طارئة بالسفر إلى أقرب مستشفى ليلا.

أخبار ذات علاقة

دبابات إسرائيلية في جنوب سوريا

عشرات الغارات وتوغل بري.. تصعيد إسرائيلي كبير في الجنوب السوري

وقال قرويون إن القوات الإسرائيلية حدت من حجم الجنازات وقيدت أيام الحداد التقليدية الثلاثة، حيث يأتي عادةً مئات المعزين لتقديم واجب العزاء.

وأشاروا إلى أن القوات الإسرائيلية قدمت طرودا غذائية للقرويين في منطقتهم التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة والفقر، لتحسين صورة الجيش؛ وقد قبل بعض السكان، لكن كثيرين آخرين رفضوا.  

وأضافت الصحيفة أنه وبعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول، لم تُضيّع إسرائيل وقتا طويلا في تفكيك عدو قديم وعرقلة ما قد يكون عدوا جديدا، وهو فرع القاعدة السابق الذي استقر في دمشق؛ إذ شنّت القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية مئات الغارات الجوية التي قضت على ما تبقى من جيش الأسد، بينما سيطرت القوات البرية على مناطق خاضعة للسيطرة السورية في مرتفعات الجولان ضمن منطقة منزوعة السلاح خاضعة لمراقبة الأمم المتحدة، والتي كانت قائمة منذ نصف قرن.

وفي هذا السياق، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوريا بنزع سلاح الجنوب، وحذّر قوات النظام الجديد من مغبة دخوله؛ وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي بأن قواته ستبقى في سوريا إلى أجل غير مسمى.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تُرسّخ وجودها من خلال سلسلة من المواقع العسكرية بالقرب من القرى، وعلى قمم التلال، وفي المناطق الحرجية داخل منطقة الأمم المتحدة؛ ما يمنحها الإشراف على منطقة مساحتها 150 ميلا مربعا، وحدود بطول 50 ميلًا، مُتاخمة للتجمعات السكانية الإسرائيلية في مرتفعات الجولان وشمال إسرائيل.

ومنذ 10 فبراير/شباط، شنّت إسرائيل 89 عملية توغل بري و29 ضربة جوية ومدفعية في جنوب غرب سوريا، بالإضافة إلى 35 غارة جوية أخرى في مناطق أخرى من البلاد، وفقا لبيانات الصحيفة.

تحول استراتيجي

أشارت الصحيفة إلى أن تدخل إسرائيل يعكس تحولا استراتيجيا في سوريا بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي أشعلت شرارة حرب استمرت عاما ونصف العام. 

وعلى حين لم تعد إسرائيل مستعدة للدفاع عن حدودها، قامت بإنشاء مناطق عازلة، حول غزة، وفي لبنان، والآن في سوريا، كعازل ضد أي هجمات أخرى.

كما لفتت إلى أن نظام الأسد كان من أقوى أعداء إسرائيل لعقود؛ وعلى حين يحظى المتمردون الإسلاميون الذين حلوا محله بثقة إسرائيلية وعربية واسعة، ويقول الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إنه لم يعد متطرفا، وقد حرص على عدم مواجهة إسرائيل، لكن حكومته لا تزال غير مُختبرة، ويسيطر عليها الإسلاميون.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن آلاف السوريين في عدة مدن انضموا، إلى مظاهرات احتجاجا على النشاط العسكري الإسرائيلي في درعا، وهي محافظة جنوب غرب البلاد حيث داهمت القوات الإسرائيلية منازل واشتبكت مع جماعات مسلحة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC