في قلب الصراع المستمر في قطاع غزة، حيث تتداخل الآلام الإنسانية لآلاف الغزيين مع تحركات آلة الحرب الإسرائيلية، تنبثق خطوة جديدة تلوح بآثارها على الخريطة الفلسطينية، فيما تزداد سياسة التجويع والتهجير التي تفرضها تل أبيب على سكان القطاع.
كأنها جزء من مسلسل طويل لا ينتهي، قررت إسرائيل أن تضع حجرًا جديدًا في لعبة التقسيم، معلنة عن إنشاء "محور موراغ" الذي يهدد بتقطيع أوصال غزة إلى قطع أصغر.
هذه الخطوة ليست مجرد تحديث عسكري أو تحرك على الأرض، بل هي محاولة جديدة للعبث بجغرافيا القطاع، وفرض واقع جديد يغير الكثير من معالمه.
"محور موراغ" هو ممر يمتد عبر جنوب قطاع غزة، يربط البحر غربًا بشارع صلاح الدين شرقًا، ويصل إلى معبر "صوفا" في أقصى الحدود مع إسرائيل. طول هذا المحور يبلغ 12 كيلومترًا، يشق طريقًا يفصل مدينة رفح عن باقي مدن القطاع.
ورغم أن هذا المحور الوهمي كان في الأصل جزءًا من المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في عام 1967، فإنه اليوم يحمل في طياته استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز السيطرة العسكرية على المنطقة، وتكريس الفصل بين مناطق غزة المختلفة.
يشكل "محور موراغ" نقطة ارتكاز استراتيجية بفضل موقعه الجغرافي الحيوي، إذ يهدد باقتطاع 74 كيلومترًا مربعًا من مساحة قطاع غزة، أي ما يعادل 20% من إجمالي مساحته البالغة 360 كيلومترًا مربعًا.
وتزداد أهمية هذا المحور كونه أحد الشرايين الرئيسية التي تربط جنوب القطاع بشماله، حيث تضم مدينة رفح وحدها اثنين من أهم ثلاثة معابر في القطاع.