قالت مصادر لبنانية إنّ إصرار "الثنائي الشيعي" في لبنان على تعطيل نقاش ملف نزع سلاح حزب الله يكشف تخطيطا من الميليشيا اللبنانية وحليفتها حركة أمل لحشد الحاضنة الشعبية الشيعية لمواجهة محتملة، في ظل تمسك الحكومة اللبنانية بحسم الملف وحصر السلاح بيد الدولة.
واعتبرت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أنّ الثنائي الشيعي يرغب في كسب الوقت والمماطلة وتمديد أجل مناقشة هذا الملف، بينما تستعد الحكومة لاجتماع حاسم يوم الجمعة المقبل في هذا الشأن ودراسة خطة الجيش لتفكيك السلاح الخارج عن سلطة الدولة.
ويؤكد خبراء ومحللون لبنانيون أن التهديدات الأخيرة من وزراء الثنائي الشيعي، المكوّن من "حزب الله" وحركة أمل، تهدف إلى الظهور في ثوب البطولة أمام قواعدهما الشعبية، ورفع معنويات الشارع الشيعي تمهيدًا لأي مواجهة محتملة مع الجيش حال اعتماد خطة نزع السلاح.
وقال الخبراء لـ"إرم نيوز" إن تهديد وزراء الثنائي الشيعي بالانسحاب يشكل وسيلة لممارسة الضغوط على الحكومة لإطالة أمد اتخاذ القرار، إضافة إلى رغبة حزب الله في تجنب مواجهة مباشرة مع الجيش في حال رفض الخطة.
ويؤكد المحلل السياسي اللبناني داني سركيس أن تهديد وزراء الثنائي الشيعي يهدف إلى الظهور في مشهد بطولي أمام الحاضنة الشعبية، وتنفيذًا لتعليمات تأتيهم من طهران للحفاظ على السلاح وعدم تسليمه، وفق تعبيره.
وأضاف سركيس في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "هذا الظهور في ثوب البطولة من قبل وزراء "الثنائي" بقيادة حزب الله يهدف إلى تأهيل الشارع الشيعي وحشده لتنفيذ أي خطة قد تدفع المدنيين من أنصارهم لمواجهة الجيش حال اعتماد خطة سحب السلاح، وسط ترويج الفريق لأكاذيب أمام جمهورهم بأن السلاح مخصص لمواجهة إسرائيل، في حين أن الحقيقة أنه يخرب لبنان ويجعله تابعًا لإيران".
وأشار إلى أن هذا المشهد يعكس طريقة حزب الله في التعامل مع كافة الاحتمالات في الأيام القادمة، خاصة أن دافعه الرئيس لا يتعلق بحماية لبنان أو حتى حماية بيئته الحاضنة، التي باتت لاجئة ومشردة من منازلها نتيجة المواجهة التي خاضها الحزب مع إسرائيل لصالح إيران وتنفيذًا لأوامرها، والتي أدت إلى تدمير قرى الجنوب.
وتابع أن رئيس الحكومة نواف سلام ومعه رئيس الجمهورية جوزيف عون لن يتراجعا مهما كانت الضغوط، والتي تشمل تهديد وزراء الثنائي الشيعي بالانسحاب لإطالة أمد اتخاذ القرار.
وأشار إلى أن هذه الطريقة ليست الأولى، إذ سبق أن هدد الوزراء بالانسحاب في جلسة سابقة خلال أغسطس/ آب الماضي، بهدف شحن الشارع والبيئة الحاضنة وعرقلة إتمام الخطة.
بدوره، يشير الباحث في الشأن اللبناني، قاسم يوسف، إلى أن "الثنائي الشيعي"، وخصوصًا حزب الله، يخشى من أن يقدم الجيش خطة كاملة لنزع سلاحه مع جدول زمني محدد، ما سيحرج الحزب على أكثر من صعيد، لا سيما أمام جمهوره، لعدم قدرته على التعامل مع الإجراءات المتخذة تجاه سلاحه.
وأضاف يوسف في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن اعتماد أي خطة من مجلس الوزراء لسحب السلاح ضمن جدول زمني سيضع حزب الله في مواجهة مباشرة مع الجيش، ما يدفعه للضغط سياسيًا عبر رفض مناقشة الخطة لتأجيل الجلسة وعدم البت بالقرار.
وأوضح يوسف أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في حالة استعجال لإقرار الخطة، لكن مسار الجلسة المنتظرة لا يزال غير واضح، فقد تمر بهدوء عبر التأجيل أو تشهد عاصفة عند طرح الخطة والتصويت.
وأكد أن حزب الله اطلع على خطة الجيش الكاملة لنزع سلاحه، وما يجري من اعتراضات متوقعة، مشيرًا إلى أن إعلان رفض مناقشة الخطة يعكس يقين الحزب بأن الحكومة لن تتراجع، وأنها ستستمر في عرض خطة الجيش وإقرارها وتنفيذها، مع التركيز حاليًا على تفادي أي مواجهة أو تصعيد.