كشفت مصادر سياسية أمريكية، مغزى ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا، بأن إسرائيل فقدت هيمنتها بالكونغرس وأن حرب غزة تضر بصورتها.
وأوضحت المصادر أن هذه التصريحات تحمل استفزازات غير مباشرة لمنظمات اللوبي اليهودي "الأيباك" في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أنها تأتي لتوفير الدعم الكامل للجمهوريين من جهة، والعمل في الوقت ذاته، على الإضرار بعمل الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي المنتظرة بالكونغرس.
وذكر سياسي بالحزب الجمهوري، أن ترامب يعمل في هذا الإطار بغرض ألا يكون هناك أغلبية للديمقراطيين.
وبين أن ذلك يكون بالحديث عن أن هناك دورًا لجناح "اليسار التقدمي" التابع للحزب الديمقراطي سواء في الكونغرس أو خارجه بالتأثير على صورة إسرائيل وتحويلها بشكل سلبي حول الحرب في غزة، مع التحذير أن في حال عدم فوز الجمهوريين بأغلبية كبيرة، سيكون هناك فقدان أكبر للهيمنة الإسرائيلية على الكونغرس.
وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يريد أن يبعث عبر هذه التصريحات برسائل في صدارتها لـ"اللوبي اليهودي" بضرورة الانتباه إلى تقديم دعم أكثر للجمهوريين للحصول على أغلبية أكبر من المقاعد في انتخابات الكونغرس.
وتابع أن "التيار اليساري التابع للحزب الديمقراطي يجعل المؤامرات أكبر ضد إسرائيل في الكونغرس، وأن هناك ضرورة للعمل على عدم استمرار هذا التوجه الديمقراطي بالعمل بشكل أكبر على كافة الجهات لفوز الجمهوريين بمقاعد أكبر بالانتخابات المقبلة".
وأشار إلى أن "ترامب بتلك التصريحات يستفز "الأيباك" ليكون لها دور عبر مؤسساتها السياسية والإعلامية والمرتبطة على جانب آخر بدوائر اقتصادية ومالية، بأن تكون هناك خطة داعمة للجمهوريين في انتخابات الكونغرس مقابل أعضاء ديمقراطيين يمثلون الجناح اليساري التقدمي وهي كتلة بارزة في المجلس التشريعي بالولايات المتحدة".
وبين المصدر أن ترامب يرغب في دور بارز أكبر وأنشط لوسائل الإعلام التي يتحكم فيها اللوبي الإسرائيلي لإطلاق حملات ضد الديمقراطيين لعرقلة وجود أعضاء بالكونغرس تابعين لهذا التيار "اليساري التقدمي" الذي يسيء لإسرائيل ويضر بها في الكونغرس لدرجة أنهم ينكرون ارتكاب النازية لـ"الهولوكوست" ضد اليهود في أوروبا وقت الحرب العالمية الثانية.
ووصف المصدر الجمهوري، تصريحات "ترامب" بـ"الذكية" من حيث التوقيت والدلالة.
وأكد أنه سيكون لها أثر في دفع الأيباك وأيضا شخصيات من اليمين المتشدد المتواجدة في مؤسسات الدولة العميقة، بالعمل سريعا على دعم الجمهوريين استعدادا للانتخابات، كما سيكون لها أثر على ضرورة أن يكون هناك فارق أكبر في الفوز بالمقاعد لهم في ظل عمل مشرعين من الديمقراطيين بوضوح من داخل الولايات المتحدة على الإضرار بإسرائيل سياسيا وإعلاميا ودعم منظمات وشخصيات في الداخل والخارج على أساس ذلك".
وبدوره، أفاد سياسي من الحزب الديمقراطي بأن تصريحات ترامب هدفها عرقلة حدوث ما جاء في تقارير رصد واستطلاعات في أكثر من ولاية، حول أن الديمقراطيين يتهيأون للفوز بمقاعد تمنحهم قدرة في الانتخابات المقبلة على نيل الأغلبية ليكونوا بمثابة حجر عثرة وحبل خانق لـ"ترامب" في تعطيل برنامجه الانتخابي خاصة أنه سيكون متبقيا بعد هذه الانتخابات من ولايته أكثر من نصفها.
وبحسب ما قال المصدر السياسي الديمقراطي لـ"إرم نيوز"، فإن هناك وضوحا بعمل ترامب عبر هذا الشكل من التصريحات على إفزاع الداعمين للتيار الديني المتشدد في الحزب الجمهوري.
وأشار إلى أن ما يجري من زيادة مقاعد للديمقراطيين في الكونغرس يهدد إسرائيل ، على الرغم من عدم صحة ذلك، ولكن هذا التفزيع هدفه تحريك الدوائر الداعمة لإسرائيل ومنظمات الضغط ، بأن يكون هناك عمل على دعم الجمهوريين للفوز بالأغلبية "الواسعة" في الانتخابات المقبلة.
ورأى أن ترامب يبعث من خلال هذا التصور رسائل أخرى بأن أي استمرار لعدد مقاعد الديمقراطيين في الكونغرس وليس أغلبية، خاصة مع استمرار خطاب اليساريين في الحزب الديمقراطي، ستكون له آثار سلبية كبيرة على دعم إسرائيل في معركة الوجود التي يصورها وتخلق حالة من التشنج في أوساط سياسية واقتصادية أمريكية.
وتابع أن هذه التصورات ليست بهذا القدر من الصحة بقدر ما هي "مفزعة" في المقام الأول، لأن ما يصوره عبر هذه التصريحات من أن إسرائيل في خطر بسبب ما يحاك ضدها من جماعات في الكونغرس، لا يرتقي لهذه الدرجة أبدا.