logo
العالم العربي

"الصبر الاستراتيجي".. ضربات إسرائيل تعمق أزمة حزب الله أمام أنصاره

دخان يتصاعد إثر قصف إسرائيلي سابق على الجنوب اللبنانيالمصدر: رويترز

أكد خبراء في شؤون الشرق الأوسط، أن الضربات الإسرائيلية المتدرجة ضد ميليشيا حزب الله اللبنانية، تعمق الانقسامات داخله، وتفصل الصفوف العليا عن القاعدة الشعبية.

وبيّنوا لـ"إرم نيوز"، أن الضربات الإسرائيلية تأتي في وقت تعيش فيه البيئة الحاضنة في حالة غضب غير مسبوقة، لعدم قدرة المسؤولين بالميليشيا على تقديم الدعم المادي للإعاشة والمصروفات اليومية للنازحين، الذين باتوا في حالة مأساوية بلا مأوى.

وأكد الخبراء أن سياسة "الصبر الاستراتيجي" التي يدّعي حزب الله اتباعها أمام جمهوره بعدم الرد على إسرائيل، بهدف خلق وهم الالتزام بالهدنة بينما يعمل على تجهيز إمكانياته للمواجهة، تؤدي إلى تفكك الدوائر القيادية التي تدرك الواقع العسكري الحقيقي، وتزيد في الوقت نفسه من إحباط بيئته الحاضنة.

أخبار ذات علاقة

الجيش اللبناني

خبراء: سلاح حزب الله يضع حكومة لبنان أمام "انكشاف سيادي" لا مثيل له

وفشل الصف الأول للميليشيا اللبنانية بقيادة الأمين العام نعيم قاسم، في التعامل مع الملفات المهمة وفي صدارتها ملف النازحين من الجنوب، وهو ما يهدد "البيئة الحاضنة"، على ما أكدت مصادر أمنية وسياسية لبنانية مؤخرًا.

رغم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، تواصل تل أبيب شن هجمات منتظمة تقول إنها تستهدف البنية التحتية لـ"حزب الله"، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل أكثر من 340 شخصًا، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

 
 غضب غير مسبوق

وقال الباحث في الشأن اللبناني، داني سركيس، إن هناك عدة مشاكل أساسية تشمل الانقسامات بين قيادات حزب الله، بالإضافة إلى فقدان الثقة من جانب القاعدة الشعبية تجاه المسؤولين في التنظيم، في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية التي دفعت أنصاره من المدنيين من النازحين كل مكان.

وأشار سركيس في حديث لـ"إرم نيوز" إلى حالة الغضب لدى بعض العناصر العسكرية تجاه القيادة الحالية في حزب الله، نتيجة شعورهم بعدم القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، سواء بالرد العسكري الذي قد يردع تل أبيب ويحد من اعتداءاتها، أو بالسلم الذي يضمن على الأقل عدم تعرضهم يوميًا لغارات الطيران الإسرائيلي، والتي تؤدي إلى سقوط قتلى أو محاصرتهم في مواقع تحت الأرض. 

وأوضح أن القاعدة الشعبية لحزب الله تعيش حالة غضب غير مسبوقة، ليس فقط بسبب عجز قيادة التنظيم عن تقديم الدعم المادي للإعاشة والمصروفات اليومية للنازحين، الذين أصبحوا يمثلون صورة مأساوية أمام جمهور الحاضنة والمجتمع اللبناني بشكل عام، بعد أن فقدوا منازلهم وأراضيهم ويعيشون في حالة نزوح بلا مأوى.

وأشار إلى أن الغضب الأكبر لدى بيئة حزب الله الحاضنة يتركز على عجز القيادة في إدارة الأزمة من جهة، ورفضها الانخراط تحت مظلة الدولة وتسليم السلاح من جهة أخرى، إذ يرون أن استمرار الوضع دون حصر السلاح يمنح إسرائيل ذريعة للاستهداف العميق، ما يؤدي إلى تدمير قرى جديدة وتشريد عشرات العائلات يوميًا. ويزيد هذا الوضع من غضب القاعدة الجماهيرية، التي تعتبر أن الحزب يضحي بهم تنفيذًا لأوامر طهران.
 

تصدير الوهم

من جانبه، رأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط، جمال ترو، أن الضربات الإسرائيلية المتدرجة عمّقت الانقسامات داخل الحزب، وفصلت القيادة عن قاعدتها الشعبية، مشيرًا إلى أن عدم رد الحزب على الاستهدافات الإسرائيلية يُعد من أبرز العوامل التي تزيد الانقسامات داخله، سواء في الجنوب أو البقاع، إلى جانب الغارات الإسرائيلية التي وصلت إلى العمق واستهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت.

 وأوضح ترو في حديث  لـ"إرم نيوز"، أن حزب الله يواجه الاعتداءات الإسرائيلية حاليًا تحت شعار التزامه بوقف إطلاق النار، في حين يعكس الجو العام بين مناصري الحزب شعورًا دائمًا بالاستهداف والانكشاف، في ظل استمرار تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء اللبنانية ليلاً ونهارًا. 

أخبار ذات علاقة

النائب اللبناني نبيل بدر

نائب لبناني: أزمة نازحي الجنوب قد تدفع حزب الله للتفاوض المباشر مع تل أبيب

واعتبر الخبير ترو، أن سياسة "الصبر الاستراتيجي" التي يدعي حزب الله اتباعها بعدم الرد أمام جمهوره، بهدف خلق وهم الالتزام بالهدنة بينما يعدّ نفسه للمواجهة المقبلة، قد تؤدي إلى تفكك الدوائر القيادية التي تدرك الواقع العسكري الحقيقي داخل الحزب.

وأوضح أنه على أرض الواقع، أصبح حزب الله مكشوفًا أمام إسرائيل، ولا يملك القدرة على الرد على جميع الاستهدافات والاغتيالات، كما لا يوجد رادع فعال لإسرائيل، وفي الوقت نفسه تظل ملامح نزع السلاح غير واضحة بشكل عام.

ويرى الخبير ترو أن هذا الوضع يزيد من الضغوط على حزب الله وبيئته الحاضنة، التي تعيش حالة إحباط، خصوصًا مع اقتراب قمة مرتقبة بين نتنياهو وترامب ووجود ملفات غير واضحة، يأتي لبنان في صلبها فيما يتعلق برغبة تل أبيب في نزع سلاح الحزب عبر عملية عسكرية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC