الرئاسة الأوكرانية: زيلينسكي سيلتقي ترامب في فلوريدا الأحد
قال عضو مجلس النواب اللبناني عن بيروت، نبيل بدر، إن أزمة النازحين في جنوب لبنان قد تدفع حزب الله للتفاوض المباشر مع تل أبيب، مشيرا إلى أن الحروب التي أقحم الحزب لبنان فيها، ساهمت في عدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي والأمني، ما دفع نحو هروب الاستثمارات وانهيار الليرة اللبنانية.
وتوقع بدر في حوار مع "إرم نيوز"، أن "يكون هناك ضوء أخضر إيراني بالتفاوض مع الولايات المتحدة حول تسليم سلاح حزب الله، وسيكون هناك ثغرة في جدار التفاوض حول هذا الملف قريبا"، لافتا إلى أن "تشدد طهران في هذا الملف غير جدي وهو بهدف نيل أكبر مكسب من التفاوض مقابل تسليم هذه الترسانة".
وتاليا نص الحوار:
في الحقيقة، التطورات التي تجري على المستوى السياسي، لا تشير بأي شكل من الأشكال، إلى أن هناك معركة تشبه معركة 7 أيار/مايو في بيروت، ثم أن الظروف المحيطة وملابسات ما جرى منذ 17 سنة من اقتتال في تلك الأحداث، تختلف تمامًا عن ظروف اليوم، لأن الواقع السياسي في لبنان والمنطقة حاليا، لا يسمح لأي طرف بأن يتجرأ على القيام بحركة مثل التي حصلت في 7 أيار/مايو.
في عام 2007 كان هناك مشهد مشابه تمامًا في غزة، لما جرى في 7 أيار/مايو في لبنان، عندما انقلبت حركة حماس على حركة فتح وأخذت قطاع غزة بالكامل، كان هناك آنذاك "أمر عمليات" هدفه أن يسيطر محور معيّن على ساحات المنطقة، أما اليوم هذا الأمر غير موجود، ولا أخشى منه، ولا أعتقد أن أي طرف قادر على القيام بشيء مماثل.
لا شك أن ملف السلاح، وتحديدًا سلاح حزب الله في لبنان، مرتبط ارتباطًا أساسيًا وعضويًا بما يسمى بـ"محور الممانعة"، وهو كان موجودًا أصلًا ومرتبطً عقائديًا وأيديولوجيًا بالحرس الثوري الإيراني.
موضوع السلاح، لا أحد يعتقد أنه حال اتفقنا في لبنان بنسبة 99% على تسليم السلاح، فإن هذا الأمر سيحدث فعليا، هذا الارتباط بالحرس الثوري يجعل الكلمة العليا في هذا الموضوع للإيرانيين، خاصة في ظل غياب القيادة المرجعية الكبيرة داخل حزب الله بعد غياب عدد من القادة.
هذا الأمر يطرح تساؤلات حول جدية وإمكانية حل الموضوع عبر مفاوضات داخلية لبنانية، أو حتى عبر مفاوضات مع الولايات المتحدة بموافقة إيران في حال حصلت. والسؤال هنا: هل حزب الله قادر على خوض هذه المفاوضات؟ أم أن اللبناني لم يعد هو من يتفاوض على السلاح؟
برأيي، سيكون هناك ضوء أخضر إيراني أي سماح من طهران لحزب الله بالتفاوض المباشر حول السلاح وترتيبات أخرى، لأن ما يثار عن تشدد الموقف الإيراني وحزب الله في هذا الملف، غير جدي وغير حقيقي بالكامل، لأن هناك كلامًا عن وصول النقاش إلى مراحل بعيدة يمكن من خلالها فتح ثغرة في جدار التفاوض.
بالنسبة للواقع الاقتصادي والسياحي، فإن السياحة هي قطاع واحد من ضمن قطاعات الاقتصاد، ومن المعروف أن أي بلد لا يتقدم اقتصاده ولا تتوسع دائرته الاقتصادية إلا في حال وجود استقرار أمني وسياسي، إضافة إلى قوانين ترعى الاستثمارات في مجالات السياحة والخدمات والزراعة والصناعة.
في لبنان، هذا الاستقرار بدأ يتلاشى منذ عام 2000 تقريبًا، ولم يعد موجودًا بعد عام 2005، ولاحظنا ما مرّ به لبنان من صراعات سياسية وأمنية بين 2006 و2008، ثم مرحلة التسلح، وبعد 7 أيار/مايو ثم ما بعد الانتخابات قيل إننا عدنا إلى الاستقرار الأمني، لكن سرعان ما دخلنا في دوامة ما سمي بـ"الربيع العربي"، ودخل لبنان عبر حزب الله في حروب في المنطقة، سواء في سوريا أو اليمن أو العراق.
كل ذلك أثّر سلبًا على اقتصاد البلد وعلاقته العربية الطبيعية، لأن لبنان لم يعد مستقرًا لا أمنيًا ولا سياسيًا، فهربت الاستثمارات وحدث خلل في ميزان المدفوعات، ما أدى إلى سقوط الليرة اللبنانية وانهيارها الكامل.
أما اليوم، فإن حركة النزوح لم تأخذ بعد بعدها الكامل، هي كبيرة إلى درجة أن القائمين على حزب الله حاولوا استيعابها عبر توزيع النازحين على مناطق مختلفة، ولكن التأثير الحقيقي وانعكاسات ذلك ستنكشف قريبا.
الأمور ستكون أصعب، وسيتأثر النازحون، وأكثرهم من جمهور حزب الله، وبالتالي سيتأثر التنظيم نفسه بهذه الأزمة الخانقة التي قد تدفعه خلال أيام معدودة إلى السعي لحلحلة الأمور عبر التفاوض المباشر وإيجاد حلول جذرية للقضية.
الظروف الداخلية والإقليمية والدولية هي الأساس في إنتاج أو حلحلة ملفات بحجم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، نعلم أن الضغوط كانت كبيرة لإصدار قرار واضح وصريح، لكن حلحلة الأمور إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما والإيرانيين عام 2016 أدت إلى إيجاد حل وسط، يتمثل بالضغط على المحكمة الخاصة، بحيث أُدين أفراد من حزب الله دون إدانة الحزب كمؤسسة.
كان الهدف المعلن هو الحفاظ على الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة، لكن برأيي، حفظ الأمن الحقيقي يكون بمنع الاغتيالات السياسية، لأن السماح للجاني بالإفلات من العدالة يفتح الباب أمام جرائم أكبر.
أما ملف المرفأ فهو مختلف قليلًا. لا توجد حتى الآن إدانة مباشرة لحزب الله، لكن هناك علامات استفهام مشروعة: لماذا وُضعت هذه البضاعة في لبنان؟ ولماذا بقيت نترات الأمونيوم كل هذه الفترة؟ ومن تصرّف بجزء منها؟، وعلى أثر ذلك، ننتظر قرار قاضي العدل لنبني على أساسه، مع الإشارة إلى أن مالك السفينة موجود في بلغاريا ويتم التحقيق معه من قبل وفد قضائي وأمني لبناني، وما زال هناك أمل بظهور نتائج، إلا إذا حصلت تسوية إقليمية كبرى.
الرئاسة اللبنانية تحاول اليوم إيجاد صيغة تمنع وصول لبنان إلى حافة الحرب، فخامة الرئيس جوزيف عون يسعى دائمًا إلى حل وسطي بين اللبنانيين، وكذلك بين لبنان والمجتمع الدولي، وتحديدًا الولايات المتحدة والعالم العربي وحتى إسرائيل، بهدف سحب فتيل الانفجار.
في موضوع "الميكانيزم"، كانت الأمور قد وصلت إلى حد اتخاذ إسرائيل قرارًا بعملية عسكرية، فحاول الرئيس عون إعطاء إشارة إيجابية للغرب عبر رفع مستوى التمثيل من عسكري تقني إلى سياسي مدني، ومن هنا جاء تعيين السفير سيمون كرم، بهدف تخفيف الضغط ومنح مزيد من الوقت للمفاوضات، وأتوقع أن نشهد تعيينات أخرى، لأن التركيبة اللبنانية معروفة، ولا بد من تمثيل مدني أوسع في المرحلة المقبلة.
"الميكانيزم" لن يحل مكان الدولة، ولا يستطيع وحده منع الحرب، ما حصل هو أن لبنان بات يتفاوض مع إسرائيل بصورة مباشرة أو شبه مباشرة، ما أعطى زخمًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الخطوة التالية ستكون عندما يصل حزب الله إلى تفاهم مع الأمريكيين حول موضوع السلاح، عندها نكون أمام تفاوض مباشر أو غير مباشر، المهم أن الرسائل تصل، ويبدأ الحديث عن اتفاق قد يريده المجتمع الدولي. يبقى السؤال: إلى أي مدى سيتفاعل اللبنانيون مع هذا المسار؟ هذا ما سنراه خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
المواجهة الدبلوماسية الحالية بين لبنان وطهران، تعكس نهج الجهة السياسية التي يمثلها وزير الخارجية يوسف رجي، وهي حزب القوات اللبنانية التي تعتمد أسلوب المواجهة المباشرة، ولكل جهة أسلوبها في التعبير.
شخصيًا، لا أفضّل هذا الأسلوب، خاصة في العمل الدبلوماسي، حتى مع العدو، يجب التحدث بلغة دبلوماسية، صحيح أن إيران يتدخل في لبنان، لكن هذا الأسلوب يخلق توترًا إعلاميًا ولا يفيد، ونتمنى أن تتجه الأمور نحو منحى إيجابي، وأن تعيد إيران النظر في سياساتها تجاه لبنان.