أشار المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة الجنوبية في اليمن المقدم محمد النقيب، إلى أن ما يُروّج له على أنه توجيهات صادرة عن مجلس القيادة الرئاسي، لا تعدو كونها قرارات انفرادية، اتخذها أحد أعضاء المجلس وهو رشاد العليمي، ولا تمثّل بأي حال من الأحوال قرارات صادرة عن مجلس القيادة الرئاسي كهيئة جماعية.
وقال النقيب، في حوار خاص مع "إرم نيوز": "نحن نؤكد دائمًا أن أي قرار انفرادي لا يُعدّ قرارًا شرعيًا على الإطلاق، ولا يستند إلى إعلان نقل السلطة، الذي نصّ بوضوح على مبدأ الشراكة والتوافق داخل المجلس".
وأضاف: "وبموجب هذا الإعلان، فإن 4 من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وفي مقدمتهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، ونائباه في المجلس الانتقالي اللواء فرج سالمين البحسني واللواء أبو زرعة المحرمي، إضافة إلى العميد طارق محمد عبدالله صالح، هم من يجسّدون الشرعية الحقيقية".
وشدّد النقيب، على أن "الشرعية الحقيقية هي تلك التي أعلنت بوضوح -كما أكد الزبيدي- أن وجهتنا واحدة، وأن أرضنا وظهرنا قد تم تأمينهما، وأن معركتنا الأساسية هي تحرير صنعاء، لا افتعال معارك جانبية".
ويرى الناطق العسكري، بأن "رشاد العليمي، كما يسعى وفق أجندة جماعة الإخوان المسلمين، لشقّ الصف داخل مجلس القيادة الرئاسي، فإنه في الوقت ذاته يعمل على شقّ صفّ التحالف العربي نفسه، وفق مخطط واضح، وهو اليوم وللأسف يبدو مستفيدًا مما حدث رغم خطورته وانعكاساته، وهو أمر مؤسف أن يصدر من داخل الشرعية".
وأكد المقدم النقيب، أنهم "منفتحون على أيّ تفاهمات، وثابتون على أرضنا، وعلى كل المنجزات التي تحققت، وفي مقدمتها ما أُنجز ضمن عملية (المستقبل الواعد)"، متابعًا "وقد استطعنا تأمين وطننا الجنوبي العربي، وتأمين ظهرنا، وأبلغنا جميع الشركاء أن هذه الخطوة تمثل انطلاقة للمعركة الوطنية الكبرى ضد ميليشيا الحوثي".
وواصل: "غير أن الردّ جاء من العليمي بمحاولة خلط الأوراق والعودة إلى مربع التصعيد الأول، وإشعال صراع داخلي داخل مجلس القيادة الرئاسي، رغم أنه لا يمثل المجلس بقراراته الانفرادية على الإطلاق".
وتطرق النقيب، في حديثه في سياق الحوار، إلى دور دولة الإمارات، حيث قال: "دولة الإمارات العربية المتحدة أوضحت موقفها بكل شفافية، فهي صاحبة إسهام بارز وفاعل في مواجهة المشروع الإيراني وميليشيا الحوثي منذ عام 2015، كما كان لها دور محوري في مكافحة الإرهاب، ودعم الاستقرار وتنفيذ الأعمال الإغاثية والإنسانية، ليس على مستوى الجنوب فقط واليمن عمومًا، بل وعلى مستوى العالم أجمع".
وأردف: "ورسالتها واضحة، إنسانية وأخلاقية، وإسهاماتها في مكافحة التطرف وتعزيز الاستقرار معروفة، وقد أوضحت رسميًا أن الشحنة المشار إليها تخص قواتها العاملة ضمن التحالف العربي في اليمن، وتحديدًا المتواجدة في حضرموت، ولا علاقة لها بأي طرف من الأطراف".
ولفت النقيب، إلى أن الحديث عن دور الإمارات في اليمن يطول شرحه، إذ نتحدث على أدوار إنسانية وإغاثية وتنموية، شملت مشاريع الطاقة البديلة والطاقة الشمسية في مختلف محافظات الجنوب"، مشيرًا إلى أنه "لولا العرقلة التي تمارسها جماعة الإخوان المسلمين، لامتدت هذه الإسهامات إلى مناطق أخرى محررة في الشمال" حد قوله.
وأكد النقيب، أن "دولة الأمارات تُعدّ شريكًا حقيقيًا على الأرض، ووقفت معنا في معركتين متزامنتين الحرب ضد ميليشيا الحوثي، وقدّمت تضحيات جسيمة بدماء جنودها في معركة تحرير عدن، في أول هزيمة حقيقية للمشروع الإيراني"
وذكر: "والحرب ضد التنظيمات الإرهابية عقب تحرير عدن، حين كانت الرايات السوداء ترفرف فوق مؤسسات الدولة"، منوهًا بأنه "وبفضل هذه الشراكة، تم تحقيق واحدة من أكبر الانتصارات في الحرب على الإرهاب على مستوى المنطقة".
ولوّح النقيب، إلى أن "التجربة الناجحة في الشراكة الإقليمية التي حققتها الإمارات في اليمن، يمكن استنساخها لإنجاح جهود مكافحة الإرهاب في دول أخرى ما زالت تعاني من خطر التنظيمات الإرهابية".
وحول ما يُشاع بخصوص ارتكاب القوات الجنوبية انتهاكات بحق أبناء حضرموت والمهرة، نفى النقيب، ذلك "جملة وتفصيلا" معتبرًا بأنها "ادعاءات ومزاعم كاذبة"، مشيرًا إلى أنها "لو كانت صحيحة لوجدت تقارير موثقة تُرفع من الميدان"، وفق تعبيره.
وألمح إلى أنه "قد جرى نفي هذه الادعاءات رسميًا، كما نفتها منظمات حقوقية عاملة في الداخل، وهي ادعاءات لا تهدف إلا لتشويه المبادئ الحقوقية، ولا تستند إلى أي أساس من الصحة".
وأكد بأن "الواقع الحقيقي، كما شاهده أبناء حضرموت، يؤكد أنهم انتصروا لمطالبهم وحقوقهم بوجود قواتهم المسلحة الجنوبية في وادي وصحراء حضرموت المهرة، وفي مقدمتها قوات النخبة الحضرمية وقوات الدعم الأمني".
وقال محمد النقيب: "شاهد الجميع مظاهر الفرح والابتهاج في عموم حضرموت، وهي دليل واضح على أن الانتهاكات التي تعرّض لها الأهالي من قبل ما كانت تُسمى بالمنطقة العسكرية الأولى قد أُزيلت بالكامل، ومعها أُزيل الإرهاب الذي حصد ما لا يقل عن 300 شهيد من أبناء حضرموت في الوادي والصحراء".