الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
تتسارع الأحداث في العاصمة العراقية بغداد إثر إبداء ميليشيات مسلحة استعدادًا غير مسبوق لنزع سلاحها.
ووصفت هذه الخطوة بأنها "مفصلية" في علاقة هذه الميليشيات بالدولة العراقية والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة "رويترز"، للأنباء، عن عشرة من كبار القادة والمسؤولين العراقيين أن عدداً من الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران في العراق أبدت لأول مرة استعدادها لنزع سلاحها، في خطوة تهدف إلى تجنّب تصعيد محتمل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووفقاً للمصادر التي شملت ستة قادة محليين من أربع فصائل رئيسية، فإن هذا التحول جاء بعد تحذيرات متكررة تلقّتها الحكومة العراقية من مسؤولين أميركيين، أبلغوا بغداد بأن استمرار نشاط هذه الميليشيات قد يعرّضها لهجمات جوية مباشرة.
وتأتي هذه التطورات على وقع ضربات عسكرية متصاعدة تنفذها واشنطن ضد ميليشيات الحوثي في اليمن، ما أثار مخاوف من اتساع رقعة المواجهة وانتقالها إلى الساحة العراقية، في ظل تزايد الحديث عن أن الميليشيات العراقية قد تكون الهدف التالي في حال استمرارها برفض الانصياع لمطالب نزع السلاح.
وقال الخبير في الشأن الأمني العراقي عبدالغني الغضبان إن "الولايات المتحدة طلبت من الجانب الإيراني ضمن النقاط الثماني حل الحشد الشعبي، وهو ما يؤكد قناعة واشنطن بأن الفصائل المسلحة في العراق جزء لا يتجزأ من المنظومة الإيرانية وتعمل تحت أمرة الحرس الثوري".
وأضاف الغضبان لـ"إرم نيوز" أن "تصريح رئيس الوزراء بعدم تلقي العراق أي طلب أميركي لحل الحشد الشعبي أيضاً دقيق، لأن واشنطن لم تخاطب الحكومة العراقية بهذا الملف، بل ترى أن معالجته تخص طهران مباشرة باعتبار أن الحشد، بعد مرحلة فتوى الجهاد، ارتبط بالولي الفقيه الإيراني".
وأشار إلى "تضخم هذا الكيان حتى بلغ تعداده أكثر من 250 ألف مقاتل، وسط غياب مفاوض عراقي قادر على التعاطي مع الجانب الأمريكي، وتحقيق المصلحة الوطنية".
ويرى مختصون أن استعداد هذه الميليشيات لنزع سلاحها يعكس تحوّلاً في خريطة النفوذ العسكري داخل العراق، لا سيما في ظل تقاطع المصالح الإقليمية والدولية، والحديث المتكرر عن ضرورة ضبط السلاح المنفلت وإعادة هيكلة العلاقة بين الدولة والقوى المسلحة الخارجة عن سيطرتها.
ويشير متابعون إلى أن التطورات الأخيرة ربما تمثل اختبارًا فعليًا لمدى جدية الحكومة العراقية في فرض هيبة الدولة، وتطبيق مبدأ حصر السلاح بيد المؤسسة العسكرية، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا غير مسبوق في جبهات متعددة قد تؤثر مباشرة على الداخل العراقي.
بدوره، قال سياسي عراقي مطلع على كواليس التطور الأخير، إن "ملف نزع سلاح الميليشيات لم يعد مجرّد مطلب خارجي، بل تحوّل إلى ورقة تفاوض داخلية تُستخدم بين القوى المتنافسة على النفوذ، وسط إدراك متزايد بأن بقاء هذه الميليشيات بهذا الشكل سيعزل العراق دوليًا، أو حتى تصنيفه كدولة راعية لميليشيات خارجة عن القانون".
وأضاف السياسي الذي طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز" أن "النقاشات الجارية تشمل سيناريوهات غير مسبوقة، من بينها إدماج تدريجي لبعض الميليشيات ضمن أجهزة الدولة، مقابل تفكيك أخرى بالكامل، خاصة تلك التي تتلقى أوامرها مباشرة من فيلق القدس الإيراني، في ظل توجّه أميركي واضح لفصل ما هو عقائدي إيراني عما هو وطني عراقي".
وأشار إلى أن "واشنطن أوصلت رسالة صريحة عبر قنوات غير رسمية مفادها؛ إما أن يتم نزع سلاح هذه الميليشيات، أو سيتم التعامل معها كأهداف عسكرية مشروعة في أي لحظة، وهذا ما جعل بعض قادتها يتحركون بسرعة لإعادة تموضعهم أو البحث عن غطاء سياسي داخلي".
وتشير تقارير إلى أن بعض الميليشيات، مثل حزب الله، وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء، بدأت بالفعل بتقليص وجودها داخل المدن ونقل مقراتها إلى مواقع أكثر سرية منذ يناير الماضي، ضمن استعدادات لمواجهة أي تصعيد محتمل أو إعادة ترتيب للأولويات.
ومنذ السابع من أكتوبر، انخرطت الميليشيات المسلحة العراقية في أتون الحرب الإقليمية، مستهدفة عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة قواعد التحالف الدولي داخل العراق، إلى جانب تنفيذ هجمات طالت مصالح في دول مجاورة، وهو ما قوبل بضغوط أمريكية وإسرائيلية لإنهاء وجود هذه الميليشيات.