صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
أعلنت عدة ميليشيات عراقية قوية مدعومة من إيران استعدادها لنزع سلاحها جزئيًا أو كليًا، وذلك تفاديًا لتصعيد عسكري محتمل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب ما أفاد به عشرة من كبار القادة والمسؤولين العراقيين لوكالة رويترز.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده المنطقة، مع تنامي التحذيرات الأمريكية للحكومة العراقية منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام، بأن واشنطن "لن تتهاون" مع الفصائل المسلحة التي لا تخضع لسلطة الدولة.
تهديدات صريحة
وفقًا للمصادر، حذّرت واشنطن بغداد بأن الفشل في كبح جماح الميليشيات قد يدفعها إلى تنفيذ ضربات جوية تستهدف قادتها ومقراتهم.
هذه التحذيرات دفعت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى فتح حوار مباشر مع زعماء الجماعات المسلحة، الذين أبدوا – وللمرة الأولى – استعدادًا للتجاوب مع الدعوات الغربية لنزع السلاح.
وقال السياسي الشيعي البارز عزت الشهبندر إن المفاوضات "متقدمة جدًا"، وإن الجماعات المسلحة باتت "مدركة تمامًا" أنها ستكون هدفًا مباشرًا إذا لم تغيّر من شكلها أو وضعها القانوني.
ضوء أخضر إيراني
المثير أن هذه الخطوة جاءت – بحسب القادة – بموافقة ضمنية من الحرس الثوري الإيراني، الذي منح الفصائل حرية اتخاذ القرار بما يخدم "تجنب الصراع المباشر والمدمر" مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وبحسب خبراء، تكشف هذه الموافقة عن تحوّل في الاستراتيجية الإيرانية الإقليمية، نتيجة ضغوط متزايدة ومكاسب متراجعة في ساحات المواجهة.
الميليشيات التي تجري المشاورات تشمل فصائل بارزة ضمن "المقاومة الإسلامية في العراق" مثل كتائب حزب الله، النجباء، سيد الشهداء، وأنصار الله الأوفياء، وتضم نحو 50 ألف مقاتل، وفقًا لمسؤولين أمنيين.
مناورة سياسية وحسم أمريكي
رغم هذا الانفتاح الظاهري، أبدت مصادر أمريكية تشككًا في جدية هذه الخطوة، معتبرة أنها قد تكون "مناورة تكتيكية" مؤقتة.
أحد المسؤولين الأمريكيين أشار إلى أن الميليشيات سبق أن أوقفت عملياتها تحت ضغط، ثم عادت لتصعيد الهجمات لاحقًا.
من جانبه، صرّح فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء، أن الحكومة تسعى إلى حصر السلاح بيد الدولة من خلال "حوار بنّاء"، يشمل تحويل بعض الفصائل إلى كيانات سياسية أو دمجها في مؤسسات الدولة العسكرية.
فيما قال المستشار السياسي السابق إبراهيم الصميدعي: "الولايات المتحدة قد لا تقبل بالرفض هذه المرة... إذا لم نمتثل طواعية، فقد يُفرض علينا ذلك بالقوة."
