أكد مصدر في الوفد الإسرائيلي الموجود بواشنطن لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن نقطة الخلاف الرئيسة في مفاوضات الصفقة الآن، تتعلق بخريطة انسحابات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وبالذات مطلب البقاء في محور "موراغ" جنوب غزة، فيما ربط مصدر آخر لصحيفة "هآرتس" بين هذا المحور والخطة البديلة لتهجير الفلسطينيين من غزة.
ويقع أحدث محور عسكري إسرائيلي جنوب خان يونس، ويحيط فعليًا بمدينة رفح المدمرة، الواقعة جنوب قطاع غزة، بالقرب من الحدود المصرية.
محور موراغ
ووفق التقرير العبري، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محور "موراغ" بأنه "محور فيلادلفيا الثاني". وقد أطلق عليه هذا الاسم عندما كشف عن عملية الجيش الإسرائيلي للسيطرة عليه، قبل حوالي 3 أشهر.
وأصر نتنياهو لأشهر عديدة على البقاء ضمن محور فيلادلفيا، حتى لو أدى ذلك إلى عدم إحراز أي تقدم في صفقة الرهائن، خلافًا لموقف المؤسسة العسكرية، الذي أوضح أن استعادة المحور ستكون سريعة لو تركوه.
ويعلق المحلل الإسرائيلي رونين بيرغمان، بأن محور فيلادلفيا كان أحد التغييرات التي أدرجها نتنياهو فيما أسموه بـ"وثيقة التوضيح" الصادرة في يوليو/ تموز من العام الماضي. تلك الوثيقة، التي قال عنها مصدر عسكري إسرائيلي رفيع، إنها كانت "ملطخة بدماء" الرهائن الستة الذين قُتلوا في نفق رفح وقتها.
خطة التجميع
ومن النقاط التي تبرز أهمية هذا المحور الاستراتيجي لإسرائيل خلال الشهور الأخيرة ضمن خطة حصار الفلسطينيين، أيضا أنها تقيم جنوبه، على أنقاض رفح، ما تعرفه بـ"مدينة إنسانية"، أو مجمع مدني كبير سيجمع سكان غزة ويفصلهم عن حركة حماس.
وعلى خلفية هذه الخطة، أعلنت إسرائيل أن هدفها هو إبقاء محور "موراغ" في أيدي الجيش الإسرائيلي في جميع الأحوال لتكمل خطتها، والتي تستهدف جمع حوالي 600 ألف فلسطيني في هذه المدينة، في أكبر عملية نزوح منذ بداية الحرب.
ووفق صحيفة "هآرتس" العبرية، تتبلور لذلك نقطة الخلاف الرئيسة في المحادثات الحالية بين إسرائيل وحركة حماس، فهو بالفعل الشرط المشدد الذي وضعه نتنياهو.
وبحسب مصادر إسرائيلية مطلعة على محادثات الدوحة، يُصرّ نتنياهو على الاحتفاظ بمحور "موراغ" بناءً على طلب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وذلك لتمكين إسرائيل خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا من المضي قدمًا في خطة تجميع سكان قطاع غزة في منطقة رفح، في محاولة لتهدئة معارضة سموترتيش للصفقة، والتي وصلت إلى التلاسن المستمر مع رئيس الأركان الجنرال إيال زامير، وانتقاد الجيش بشدة.
حكم عسكري
وأشارت "هآرتس" إلى تصريحات مصدر سياسي إسرائيلي رفيع، تحدث لوسائل الإعلام الإسرائيلية المرافقة لزيارة رئيس الوزراء، بقوله، إن تل أبيب قد تكون "مسؤولة عن الحياة" في غزة، وبالتالي فالهدف هو فرض حكم عسكري، مؤقتًا على الأقل، في منطقة رفح، بحيث يكون سكان غزة الذين يستقرون هناك تحت سيطرة إسرائيل. ومن ثم، تخطط تل أبيب لمواصلة دفع سكان غزة نحو دولة ثالثة، وفقًا للخطة التي طرحها ترامب سابقًا.