logo
العالم العربي

"معاريف": باراك مهَّد للسلام مع لبنان باحتواء 40 ألف متعطل في حزب الله

"معاريف": باراك مهَّد للسلام مع لبنان باحتواء 40 ألف متعطل في حزب الله
المبعوث الأمريكي إلى لبنان، توماس باراكالمصدر: رويترز
30 أغسطس 2025، 12:27 م

كشفت تسريبات عبرية عن رعاية الموفد الأمريكي  توماس باراك "اتصالات هادئة" بين إسرائيل ولبنان، تهدف إلى تحييد 40 ألف متعطل من عناصر مليشيا  حزب الله عبر دمجهم في مشاريع، تعتزم دول إقليمية تمويلها بجنوب البلاد في إطار عمليات إعادة الإعمار المزمعة.

وقالت صحيفة "معاريف"، إن ما وصفتها بـ"الاتصالات الهادئة" تحمل بصمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويحرص توماس باراك على تنسيق مآلاتها مع مسؤولين في لبنان وسوريا.

وفيما لم تسمِ الصحيفة العبرية مسؤولي البلدين (سوريا ولبنان)، قالت إن الاتصالات تأتي على هامش مساعي واشنطن وتل أبيب، الرامية إلى نزع سلاح حزب الله، وتحييد دوره السياسي والعسكري في لبنان.

أخبار ذات علاقة

المبعوث الأمريكي إلى لبنان، توماس باراك

احتجاجات تتسبب باختصار باراك زيارته لجنوب لبنان.. ومصادر تحذر من "العواقب"

 

بصمة نتنياهو

ولا تستبعد التسريبات إمكانية دفع أموال على سبيل التعويض لعناصر حزب الله، ريثما تبدأ عملية إعادة الإعمار في الجنوب، خاصة في ظل تلميح الصحيفة إلى حرفية رجل العقارات الأمريكي في جمع أموال خلال الآونة الأخيرة، وتخصيصها لهذا الغرض بتنسيق كامل مع الدوائر المعنية على المستويين الإقليمي والدولي، بحسب التقرير.

ونقل المحلل الإسرائيلي المخضرم جاكي خوجي عن دوائر سياسية إسرائيلية أن "الوقت بات مناسبًا لإسرائيل ولبنان من أجل المضي قدمًا في دفع روح التعاون، والتركيز على الهدف المشترك، المتمثل في نزع سلاح حزب الله، وتعزيز الاستقرار والازدهار في كلا البلدين".

وفيما لم تعلن أي من الأطراف الضالعة في "الاتصالات الهادئة" تطورات التقارب بين الجانبين، أوضح الكاتب الإسرائيلي أن "الأمر لا يتجاوز مسعى إسرائيلي إلى إقامة علاقات كاملة".

وأضاف: "بصمة بنيامين نتنياهو واضحة في كل كلمة من الكلمات الواردة في هذا الخصوص. صحيح أنه لم يذكر كلمة "سلام"، لكن ذلك ربما لضمان سريَّة الموضوع، وتفادي التشويش على ما يجري خلف الكواليس".

أخبار ذات علاقة

المبعوث الأمريكي توماس باراك

بعد إساءة باراك للصحفيين.. موجة غضب في لبنان ومطالبة بالاعتذار

 

"الجميلة والوحش"

أما عن الكلمات التي حملت بصمات نتنياهو، فأكدت الصحيفة العبرية أنها "رسالة، طلب توماس باراك من الإسرائيليين صياغتها، وقام بتسليمها في بيروت خلال زيارته الأخيرة برفقة ليندسي غراهام العضو البارز في الحزب الجمهوري.

أما نص الرسالة الرمزية في مضمونها، فكان كالتالي: "لا أتذكر من أين جاءت هذه النصيحة الجيدة بقراءة الحروف الصغيرة دائمًا، لكنني تذكرتها في ظل الظروف السياسية الدقيقة التي نمر بها".

ويعوِّل تقرير الصحيفة العبرية كثيرًا على ما وصفه بـ"استثنائية" شخصية باراك؛ فرغم تعيينه دبلوماسيًا حين عهد إليه دونالد ترامب بمنصب سفير الولايات المتحدة في أنقرة، إلا أنه ليس مجرد دبلوماسي، فهو أحد أقطاب العقارات في الولايات المتحدة، وأحد أبرز المتبرعين لحملة الرئيس الجمهوري الانتخابية، فضلًا عن صداقته الوطيدة بقاطن البيت الأبيض.

كما أنه أمريكي من عائلة ذات أصول لبنانية، وفوق كل ذلك، داهية يتمتع بذكاء خارق. خلال زيارته الأخيرة لبيروت، مازح الصحافيين ولكن بإشارات لا تخلو من جدية مهمته، قائلًا: "هدفنا هو ارتباط الجميلة بالوحش، وأنتم تعلمون جيدًا إلى أي جانب أقف"!.

أخبار ذات علاقة

المبعوث الأمريكي توماس باراك

باراك يحذر إيران ويكشف عن طريقة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان

 

أموال أمريكية

وفي ثاني أيام تواجده في لبنان، زار المنطقة الجنوبية؛ وبينما انتظره أنصار حزب الله هناك بلافتات التحريض والشتائم، أدرك سكان المنطقة أن هذا الرجل قادر على انتشالهم من المأزق، إذا أحسنوا إدارة شؤونهم.

مبعوث ترامب، بحسب الصحيفة العبرية، لم يحمل معه أموالًا أمريكية فحسب، بل حصل أيضًا على وعود من دول إقليمية بالاستثمار في إعادة إعمار لبنان، فضلًا عن إمكانية التعويل عليه كثيرًا لكونه حلقة وصل جيدة مع إسرائيل.

في نهاية المطاف، نصح توماس باراك اللبنانيين في ختام اجتماع مع الرئيس جوزيف عون، قائلًا: "سواء لمنع الصراعات، أو للتطبيع، أو لاتفاقية سلام، هناك سبيل واحد فقط للسلام والازدهار الحقيقيين، وهو أن يتبادل الجميع الحديث في هذه المنطقة مع بعضهم البعض، وأن تغادر الولايات المتحدة المشهد".

ووفقًا للكاتب جاكي خوري، يمثل الأسبوع الجاري محطةً مهمةً في الجهود المبذولة لرسم مستقبل لبنان خلال السنوات المقبلة. حينها، ستكشف الحكومة اللبنانية عن خططها العسكرية لنزع سلاح حزب الله، وستكون هذه الخطة مفصّلة، تتضمن جداول زمنية، ومواقع أسلحة سيتم تحييدها.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام

الحكومة اللبنانية تحدد موعد مناقشة الخطة التطبيقية لنزع سلاح حزب الله

 

روح التعاون

بحسب "معاريف"، لا ينطوي جوهر الخطة التي يدور الحديث عنها على محور عسكري، بل هو في أساسه دبلوماسي، يشتمل على اقتراح للحوار بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، ويشمل إلى جانب ذلك حوافز مالية، خاصة أن أحد أهم التحديات يكمن في الجانب الاقتصادي.

والأهم بطبيعة الحال وفق الصحيفة: كيف يمكن تعويض أعضاء جناح حزب الله العسكري، البالغ عددهم 40 ألفًا، حتى لا يصبحوا أعداءً للشعب، أو يمارسوا ضغوطًا، ويحبطوا الجهود المبذولة حتى قبل انطلاقها؟ في هذا الصدد يعِد باراك بأن رأس المال الذي جمعه من المفترض أن يموّل مشاريع اقتصادية للمتعطلين عن العمل حديثًا.

وفي آخر فقرات بيان باراك في بيروت، قال صراحة: "حان الوقت لإسرائيل ولبنان للمضي قدمًا بروح من التعاون، مع التركيز على الهدف المشترك المتمثل في نزع سلاح حزب الله، وتعزيز استقرار وازدهار كلا البلدين".

وخلصت "معاريف" إلى أن إسرائيل نشرت بيان توماس باراك في بيروت بناء على طلبه.

وقالت إن باراك نصح اللبنانيين في ختام لقاء مع الرئيس جوزيف عون بأنهم، إن آجلًا أو عاجلًا، "سيضطرون للحديث مع إسرائيل، سواء كان ذلك من أجل منع مواجهات مستقبلية بين البلدين، أو للتطبيع، وإبرام معاهدة سلام.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC