قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
قال تقرير لموقع "المونيتور" إن إسرائيل باتت تواجه موجة غير مسبوقة من العزلة الدبلوماسية في أوروبا، وسط تصاعد الانتقادات لحربها في قطاع غزة، وتزايد الاعترافات المتوقعة بدولة فلسطينية من دول كانت تُعد من أقرب حلفائها.
ووصف دبلوماسي أوروبي الوضع بأنه "تسونامي دبلوماسي"، في إشارة إلى حجم العزلة والتوترات المتسارعة.
وذكر التقرير أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يقود حملة دبلوماسية لدفع دول أوروبية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية في الخريف المقبل، بالتزامن مع دعوات لتعليق مشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزون"، أحد أضخم مشاريع الاتحاد الأوروبي لتمويل البحث العلمي، على خلفية الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وأشار التقرير إلى أن العزلة لا تقتصر على الدول التي دأبت على انتقاد إسرائيل، مثل إيرلندا وإسبانيا، بل تمتد أيضًا إلى دول تُعد حليفة تقليدية لتل أبيب، منها: ألمانيا، وإيطاليا.
وأضاف أن المجاعة المتفاقمة في غزة أصبحت، وفق التقرير، عاملًا حاسمًا في تغيير مواقف عدد من العواصم الأوروبية.
وكانت كندا قد أعلنت أنها تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين، في سبتمبر/أيلول المقبل، شرط التزام السلطة الفلسطينية بإجراء انتخابات العام 2026، وتنفيذ إصلاحات مؤسسية.
كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن بلاده قد تسلك المسار ذاته إذا لم توافق إسرائيل على وقف لإطلاق النار في غزة، وبدء خطوات جدية نحو حل الدولتين.
وقال رئيس وزراء مالطا إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول أيضًا.
في المقابل، ذكرت 7 دول أخرى من بينها: أستراليا، فنلندا، البرتغال ونيوزيلندا، أنها تدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وجاء هذا التوجه خلال مؤتمر أممي مشترك ترأسته فرنسا والسعودية في نيويورك، ركّز على دفع جهود الحكم الذاتي الفلسطيني.
ورغم إعلان إسرائيل فتح معابر وإدخال مساعدات إضافية إلى القطاع، فقد حذّرت المفوضية الأوروبية ووكالات أممية من تفشي المجاعة ما لم تُسرّع وتُوسّع المساعدات الإنسانية.
وفي بيان صريح، اتهمت المفوضية إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان والتسبب في مجاعة محتملة، بسبب استمرار العمليات العسكرية والنزوح القسري وانهيار الخدمات الأساسية في غزة.
ونقل التقرير عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن هولندا قررت منع دخول الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، بسبب خطابهما التحريضي، فيما ألمح دبلوماسيون إلى احتمال اتخاذ خطوات مماثلة في عواصم أوروبية أخرى.
وفي إسرائيل، حذّر منتدى السياسة الخارجية، الذي يضم دبلوماسيين ومسؤولين سابقين، من "انهيار دبلوماسي شامل"، داعيًا الحكومة إلى وقف الحرب في غزة، وتجنب ضم أي أراضٍ فلسطينية.
وقال في بيانه إن إسرائيل تخوض "حربًا بلا هدف أو نهاية واضحة"، وهو ما يعزز احتمالات المقاطعة الأكاديمية والتكنولوجية الدولية.
أما ألمانيا، التي لطالما شكّلت دعمًا قويًا لإسرائيل، فقد شهد خطابها الرسمي تغيرًا ملحوظًا.
وقال وزير الخارجية يوهان فادفول، إن برلين قد تعيد النظر في سياستها بشأن الاعتراف بفلسطين إذا واصلت إسرائيل عرقلة جهود حل الدولتين.
وأضاف أن ألمانيا لا يمكن أن تظل "درعًا دائمة" تمنع فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل.
ورغم أن ألمانيا وإيطاليا تعارضان، حاليًا، تعليق مشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزون"، فقد نقل مسؤولون أوروبيون للموقع أن هذه المواقف قد تتغير بسرعة إذا استمر تدهور الوضع الإنساني.
ويحتاج اتخاذ قرار من هذا النوع إلى تأييد أغلبية الدول الأعضاء التي تمثل 65% من سكان الاتحاد الأوروبي، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى الهند، دانييل كارمون، إن إسرائيل "تواجه عزلة غير مسبوقة بسبب ما يجري في غزة والضفة الغربية"، محذرًا من أن موجة الاعترافات الأوروبية المقبلة قد تجبر الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ خطوات ملموسة نحو حل الدولتين.
وأضاف أن ما يجري لم يعد مجرد ضغوط من الرأي العام، بل هو "ضغط مباشر من أعلى المستويات السياسية في العالم".