إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
يرى خبراء أن المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين، يمثل خطوة جدية نحو خلق مسار سياسي بإجماع دولي على إقامة دولة فلسطينية.
وانطلق المؤتمر، الاثنين، في نيويورك، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا وبمشاركة دول عدة، بالتزامن مع مقاطعته من قبل الولايات المتحدة.
ويهدف المؤتمر إلى طرح مسار زمني يؤسس لدولة فلسطينية ذات سيادة تنهي الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الأممية ذات الصلة، ووقف دائرة العنف المستمرة في المنطقة.
يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، يونس الزريعي، أن المؤتمر يمثل "خطوة عملية" نحو التأكيد على خيار حل الدولتين رغم الرفض الإسرائيلي، والموقف الأمريكي غير الواضح من هذه القضية.
وقال الزريعي، لـ"إرم نيوز"، إن "المؤتمر يؤكد وجود إجماع دولي وعربي بأن الجميع ذاهبون نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، وإن كان ذلك مشروطًا بقضايا من بينها إصلاح السلطة الفلسطينية، وعدم مشاركة حماس في هيكلية الدولة الموعودة".
وأضاف أنه "وسط انشغال الجميع بالحرب، تنهي هذه الخطوة إلى الأبد طموحات اليمين الإسرائيلي في احتلال كامل الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد تزيد العواقب القانونية للعمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، باعتبارها أراضي الدولة الفلسطينية التي سيتم الاعتراف بها من قبل الدول المشاركة".
وتابع الزريعي: "بعد الأعمال العسكرية لا بد أن يوجد مسار سياسي بغض النظر عن من يقوده؛ لأن قادة العالم يبحثون عن معالجة أسباب اندلاع الحرب"، مشيرًا إلى أن المبادرة العربية للسلام ومؤتمر حل الدولتين هما من يرسم ملامح التحرك السياسي الذي سينتهي بإقامة الدولة الفلسطينية.
وقال إن "هناك إرادة دولية مدعومة بالمواقف العربية وبعض المواقف الأوروبية، سواء المتطورة المتعلقة بالاعتراف بفلسطين مثل الموقف الفرنسي أو الإيرلندي، أو بعض الدول التي ما زالت تدرس الاعتراف بفلسطين، بضرورة قيام دولة فلسطينية".
وحول الموقف الأمريكي من خيار حل الدولتين"، قال الزريعي إن "الرفض الأمريكي غير واضح، إذ كانت واشنطن تتذرع بأن هذه الخطوة تخدم حماس"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الموقف الأمريكي لن يلغي الشرعية الدولية والدفع الدولي نحو مسار حل الدولتين.
وتابع: "بريطانيا ستحضر المؤتمر، وهذه المشاركة تمثل موافقة ضمنية على الاعتراف بفلسطين والإقرار بمسار حل الدولتين".
وقال إن "بريطانيا ملتزمة منذ عام 1947 بإقامة دولة فلسطينية؛ لأنها هي التي قدمت قرار التقسيم في عصبة الأمم المتحدة، وبالتالي لديها مسؤولية سياسية وتاريخية في الاعتراف بفلسطين".
بدوره، يرى الخبير في العلاقات الدولية، أشرف عكة، أن مؤتمر حل الدولتين سيكون "فرصة مهمة لإحياء مسار سياسي متعطل منذ فترة طويلة؛ بسبب الإجراءات الإسرائيلية".
وقال عكة، لـ"إرم نيوز"، إن "المأمول أن يكون هذا المؤتمر فرصة لإحياء مسار حل الدولتين، وتذكيرًا للعالم بالتأكيد على الحقوق الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، ومواجهة القرارات الإسرائيلية لمحاولة القضاء العملي على فرصة إقامة دولة فلسطينية".
وأضاف أن "المؤتمر ينعقد مدفوعًا بمواقف دولية متطورة داعمة باتجاه حل للقضية الفلسطينية في إطار الشرعية الدولية، خاصة مواقف فرنسا وبريطانيا، وكذلك الحراك العربي الإسلامي الذي انبثق عن لجنة الاتصال الي تشكلت بعد اجتماع قادة دول عربية وإسلامية قبل نحو عام ونصف العام".
وأضاف عكة أن "المواقف العربية، وعلى رأسها موقف المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر، أكدت خلال رؤيتها لإنهاء حرب غزة ضرورة إيجاد مسار شامل لتسوية القضية الفسطينية، وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي".
وأكد أن "المؤتمر يمثل تأكيدًا سياسيًا وقانونيًا على حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة المواقف الإسرائيلية المتعنتة التي لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، ولا الدولة الفلسطينية، وتطرح قضايا مثل بسط السيادة على الضفة الغربية".
وأوضح عكة أن "هذا الحراك العربي والدولي الضاغط يجعل موضوع حل الدولتين الأساس القانوني والدولي الذي يستند إليه العالم في التعامل مع القضية الفلسطينية، خاصة أمام بعض الدول التي ما زالت مترددة في تأييد خطوة الاعتراف بفلسطين".
وقال إن "إسرائيل تعيش حالة من العزلة والتخبط، وإذا اعترفت بريطانيا بفلسطين سيحدث زلزال سياسي على مستوى العالم، لهذا فإن إسرائيل تتعامل مع القضية بردة فعل استباقية، وتحرك الدبلوماسية لعرقلة أي خطوة بريطانية في هذا الاتجاه" وفق قراءته.
ورأى عكة أن "هذا المؤتمر يضع الفلسطينيين أمام تحدي استثمار الإجماع الدولي والقرارات الدولية لصالح القضية الفلسطينية، لكن السلوك الفلسطيني السياسي غير كافٍ حتى اللحظة، ولن يستفيد في هذه الحالة من كل هذا الزخم الدولي".