logo
العالم

يؤججه اليمين المتطرف.. صراع أيديولوجي في فرنسا بسبب "مؤتمر الدولتين"

وزير الخارجية الفرنسي الفرنسي جان نويل باروالمصدر: رويترز

اعتبر خبراء سياسيون فرنسيون أن ردود الفعل الغاضبة من اليمين المتطرف في فرنسا على مؤتمر التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، واعتراف باريس المرتقب بدولة فلسطين، لا تعكس فقط موقفًا أيديولوجيًا متجذرًا، بل تعبّر عن حسابات سياسية داخلية تستثمر في دعاية إسرائيلية جاهزة، وكراهية قديمة ضد المسلمين.

وأشار الباحث السياسي الفرنسي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، جون لوران كاسيلي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن "رفض حزب التجمع الوطني الاعتراف بفلسطين لا علاقة له بأمن إسرائيل، بل بمواصلة استغلال الخوف من الإسلام واستثمار الملف الفلسطيني لإعادة تلميع صورة اليمين المتطرف كحامٍ مزعوم للهوية الغربية".

ويرى كاسبلي أن هذا الدعم المفرط لإسرائيل من قِبل حزب لوبان لا ينبع من قناعة دبلوماسية، بقدر ما هو محاولة لمحو إرثه التاريخي المعادي للسامية عبر تبني رواية إسرائيلية رسمية، مع الاستمرار في إنتاج خطاب معادٍ للمسلمين تحت غطاء أمني أو ثقافي.

وشدد الباحث السياسي الفرنسي على أن حزب التجمع الوطني بات شبه وحيد في ساحة السياسة الفرنسية في تمسّكه بهذه اللهجة العدائية ضد كل مبادرة دولية لإنصاف القضية الفلسطينية، موضحا أنه حتى إن كان بعض نواب حزب "الجمهوريين" قد أعربوا عن تحفظاتهم بشأن إعلان ماكرون، إلا أن حزب لوبان كان الأكثر تطرفًا وهجومًا.

من جهته، قال الباحث في العلوم السياسية، رافاييل ليوشيه، من مركز دراسات الحياة السياسية الفرنسية CEVIPOF، لـ"إرم نيوز"، إن  "هجوم اليمين المتطرف على أي مسعى دبلوماسي نحو فلسطين يتماشى تمامًا مع استراتيجيته الانتخابية؛ فهو يصوّر المسلمين ككتلة موحدة تهدد الدولة الفرنسية، ويهاجم أي سياسة خارجية تُظهر تعاطفًا مع القضايا العربية".

أخبار ذات علاقة

مسؤولون مشاركون في المؤتمر

"مفتاح الاستقرار".. مؤتمر "حل الدولتين" ينطلق في نيويورك

 وأضاف ليوشيه: "حتى مواقف مارين لوبان التي تدعي الاعتدال، تواصل ترديد الخطاب الإسرائيلي بحذافيره، ما يُظهر أن اليمين المتطرف في فرنسا لم يعد حتى يحاول إنتاج سردية وطنية مستقلة، بل يعتمد على أجندات خارجية تبرر عداءه القديم للعرب والمسلمين".

وأشار الباحث السياسي الفرنسي إلى أن النخبة السياسية الفرنسية تشهد انقسامًا واضحًا حيال مؤتمر الاعتراف بفلسطين، "فبينما تدعمه قوى اليسار والوسط باعتباره فرصة أخيرة لإنقاذ خيار حل الدولتين، ترى فيه بعض الأطراف اليمينية مجرّد مناورة رمزية لا تغير شيئًا على الأرض".

ولفت إلى أن "الإعلام الفرنسي يعكس هذا الانقسام بدوره، فقد انقسمت التغطية بين تحليلات دبلوماسية تحث على الاعتراف كموقف أخلاقي وتاريخي، وأخرى تسوّق رواية إسرائيلية تربط بين الاعتراف بفلسطين وصعود 'الإرهاب ".

ويؤكد الباحث أن هذا التباين الإعلامي "لا يعكس فقط اختلافات في الرؤى الجيوسياسية، بل يكشف عن توتر أعمق داخل الهوية السياسية الفرنسية، بين من يراها قوة مستقلة تؤيد العدالة الدولية، ومن يسعى لمراضاة اللوبيات المؤثرة وتيارات التخويف الثقافي".

وأثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطين موجة من الانتقادات الحادة من قِبل حزب التجمّع الوطني، الذي اعتبر الخطوة "مكافأة لحركة حماس". فقد صرحت مارين لوبان، زعيمة الحزب اليميني المتطرف، أن "الاعتراف بدولة فلسطينية اليوم، يعني الاعتراف بدولة تقودها حماس"، مؤكدةً بذلك موقف الحزب المتمثل في "الدعم غير المشروط لإسرائيل".

وقد علّق جوردان بارديلا، رئيس الحزب وخليفة مارين لوبان، على القرار قائلاً: "هذه الخطوة ستمنح حماس، الحركة الإرهابية، شرعية مؤسساتية ودولية غير مسبوقة"، مضيفًا أن القرار "متسرع، ويبدو مدفوعًا باعتبارات سياسية شخصية أكثر من كونه نابعًا من بحث حقيقي عن العدالة والسلام".

أخبار ذات علاقة

السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون

"يُعمّق الوهم".. إسرائيل تعلق على مؤتمر "حل الدولتين"

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC